"بطريقة لطيفة، يمكنك أن تهز العالم." مهاتما غاندي

هذا الاقتباس هو انعكاس ممتاز للفكرة التي يدور حولها كتاب "الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يستطيع التوقف عن الكلام" لسوزان كين. تناقش الكاتبة في هذا الكتاب وجهة نظرها الخاصة حول الانطوائيين والنظرة النمطية الموجهة نحوهم ومدى صحتها.

تقول الكاتبة بناءا على تجارب شخصية بما أّنها تصنف نفسها كإنطوائية بأنّه يتم النظر إلى الانطوائية كسمة شخصية من الدرجة الثانية، والدليل على هذا هو أنّ الانطوائيين يحصلون على تقدير أقل من قيمتهم الحقيقية، لا سيما في المناصب القيادية. وفي المقابل يتم تصنيف المنفتحين أو الانبساطيين على أنهم "أذكى، وأفضل مظهرًا، وأكثر إثارة للاهتمام، ومرغوبين أكثر". وهي محقة فيما تقول ويمكننا التأكد من هذا بالنظر إلى حولنا فقط، اذا كنت طفلا انطوائيا فالأكيد أنّ شقيقك الانبساطي قد حظي بإهتمام أكبر منك، والأسوء أنّ التمييز بين الشخصيتين يفوق هذا المستوى ليصل إلى مستويات أعلى، فعلى سبيل المثال، كلية هارفرد لإدارة الأعمال لا تقبل انضمام أي أحد من الشخصيات الانطوائية إليها على اعتبار أنهم غير مناسبين ليكونوا قادة.

وينبع هذا الاعتقاد من التصور الشائع بأن المنفتحين هم الأكثر فاعلية في التواصل، وبالتالي فهم الأفضل كقادة. وهو ما تدعمه الدراسات البحثية على مدار الوقت حيث تشير إلى أنّ المنفتحين أكثر عرضة للظهور كقادة، ومن المرجح أن يُنظر إليهم على أنهم فعالون بشكل أكبر من غيرهم.

وفي نفس الكتاب ترفض سوزان كين هذا الحكم رفضا قاطعا، معتبرة أنّ الانطوائية مجرد شخصية تعني الطريقة التي يستمد بها الإنسان طاقته ولا يمكنها التأثير على مهاراته أو أدائه لعمله والدليل على ذلك هو أنّ شخصيات عظيمة مثل ألبرت اينشتاين، إسحاق نيوتن، مؤسس قوقل لاري بيج، جورج أوريل، غاندي مؤسس الدولة الهندية الحديثة، هم جميعا انطوائيون، ةمع هذا لم يشكل هذا الجانب حاجزا لهم نحو التقدم والنجاح.

ما رأيكم، هل ترون بأنّ الشخصية الانطوائية عيب؟ أو يمكن أن تعيق صاحبها عن أداء مهام ما؟

وما هو السبب الذي يجعل الثقافات الاجتماعية تميل لتفضيل الشخصيات الانبساطية؟