يجسد هذا الكتاب قصة حقيقية يعيشها كاتبه مات هيغ يصور حولها معاناته مع مرض الاكتئاب الذي عانى منه لفترة طويلة و لكنه تغلب عليه في نهاية المطاف .

يسترسل الكاتب في هذا الكتاب أسباب أنقذته من الهاوية إلى الحياة ومن الغشاوة إلى الوضوح، فيصف الاكتئاب قائلاً بالنسبة لمن حولك يبدو الاكتئاب وكأنه مجرد وهم وأنت تسير بينهم برأس محترقة ولكن أحدًة لا يرى النيران وهي تلتهمك .

لعل الكاتب في العبارة السابقة أبدع في وصف هذا المرض فيصور الأفكار للتي تدور في ذهنه التي أودت به إلى الإكتئاب وما كان يعيشه من صراعات وأعراض من قلق دائم وتعب دائم، انعدام التركيز والتشتت بسهولة وغيرها وأضاف إليها مجموعة من الأعراض الجسدية وصفها في الغثيان، صعوبة في التنفس، ألم في المعدة، العطش الزائد، التبول المستمر، اضطراب في ضربات القلب وغيرها.

تضمن هذا الكتاب مجموعة من الحقائق والدراسات حول الاكتئاب وكيفية التغلب عليه، فما ساعد مات هيغ في النجاة كان الحب " حب الأهل، الأصدقاء، الزوجة " و كيف أثر ذلك على نفسيته أيضًا قراءة الكتب لمدة ساعتين يوميًا قبل النوم و ممارسة الرياضة و غيرها جميعها ساهمت في شفائه.

جذبني مات هيغ في محاولته للتحدث مع نفسه عبر الزمن التي تمثلت بين الذات المريضة بالاكتئاب و الذات القوية .

لا بفترض أن تكون مريضًا لتقرأ هذا الكتاب و لكن قد تساعد به أحدًا حولك حيث يساعدك على إلقاء نظرة على عقل من حولك و طريقة تفكيره و ما يشعر به و كيفية مساعدته دون إيذائه.

الآن بعد أن تعرفنا على قصة مات هيغ و كتابه، ما هي الأسباب التي تجعلك حيًا ؟