مقدمة

في تدوينة سابقة ذكرت أني شرعت في قراءة كتاب عزاءات الفلسفة ل آلان دو بوتون ,

الذي يسعى لعلاج النفس من خلال الفلسفة بالنظر لتجارب وقصص لفلاسفة مشهورين مثل سقراط , نيتشيه , شوبنهاور......

في كل فصل من الكتاب يقوم الكاتب بعلاج قصية معينة بعزائها (عزاء العجز -عزاء قلة المال - عزاء المصاعب......)

يكنكم الاطلاع عليها من هنا

في هذه المقالة أقوم بتخليص و مناقشة ثاني فصل في هذا الكتاب

بعنوانه (العزاء بشأن الافتقار للمال) والذي أتمتت قرائته .

تلخيص

في هذا الفصل يتناول الكتاب حياة فليسوف يوناني أيضا وهو ابيقور،

كان ابيقور يجد أن الغاية من الفلسفة هو والصول للسعادة الدنيوية،

تتركز فكرة ابيقور أنه عندما يتم سؤالنا عن ما الذي يجعلنا سعداء .

سنجيب على السؤال بشكل حدسي وغالبا ما تكون خاطئة،

ضاربا مثال:

عندما يستيقظ شخصا بعدصعوبة ويكون فظا ونكدا في التعامل ،

فأنه على نحو حدسي سيضع اللوم على مهنته وقد يبدأ بالبحث عن عمل جديد بالرغم للتكاليف الباهظة لهكذا فعل،

لكن دون جدوى ، فلن يهدأ اكتئابه.

أي كالمريض الذي يجهل سبب علته والذي نلجأ للطبيب لأنه يعرف علل أجسادنا افضل منا نحن ،

فعلينا أن نلجأ للفلاسفة للسبب ذاته عندما تكون ارواحنا متألمة .

فواجب الفلسفة مساعدتنا على تأويل نوبات اليأس لانقاذنا من النماذج الخاطئة من السعادة، وعدم التصرف عند النوبات الأولى من اليأس ، بل لتمحيص عقلانية رغباتنا تلك.

كيف نصل للسعادة؟

يجد ابيقور السعادة تتلخص بثلاثة أمور رئيسية :

الصداقة ، الحرية والتفكير.

فلا معنى للحياة أصلا ولا لذة دونها.

كثيرون يؤمنون قطعا ان امتلاك المال بشكل كبيرومعدل الانفاق لو كان مستمرا سيشعرون بالسعادة بشكل مستمر ، الا أنها في أولها فقط يشعر صاحبها بالسعادة وبعدها تثبت معدل السعادة عنده ولا ينمو ، عكس الموظفين مثلا الذين يشعرون بالسعادة كل شهر عند استلامهم للراتب.

حتى المعانة قد تكون متفاوتة ، فالبعض مهاناته هي عدم وجود الملابس ، الا ان البعض يشعر بالمعاناة لو اجبر على لبس قميص من الصوف بدلا من الكشمير.

لنصل السعادة ولتجنب ما لا نحتاج له او الندم على ما نعجز عن تأمينه لا بد أن نتسائل بصرامة في اللحظة التي نتوق فيها لامتلاك شيء باهظ ، ما اذا كما محقين بفعل هذا،

عن طريق تجارب فكرية بأن نتخيل بعدما حصلنا فعلا على ما نريد لتخمين مدى السعادة المحتملة.

ولكن كيف؟

منهجية اختيار الرغبات

وضع الكاتب منهجية من خمس خطوات للتحقق من رغباتنا :

1- حدد مشروعا من أجل السعادة

كي أكون سعيدا في العطلة , لا بد أن أعيش في فيلا

2- تخيل امكانية أن يكون المشروع خاطأ

ابحث عن الاستثناءات عن صلة حصول ذلك الأمر والحصول على السعادة ,

يعني هل يمكن أن أكون سعيدا دون ذلك الشيء؟

وهل يمكن أن أنفق المال على الفيلا دون الشعور بالسعادة؟

3- لو وجد استثناء لا يمكن أن يكون للشيء المرغوب أن يكون سببا لازما للسعادة.\

ممكن أن أقضي وقتا بائسا في الفيلا وحيدا بلا أصدقاء ومن الممكن أن أكون سعيدا لو كنت في خيمة مع شخص أحبه.

4- يجب أخذ الاستثناء في المشروع بالاعتبار

يعني طالما تعتمد سعادتي بالفيلا بوجود شخص احبه ,

لذا لست مضطرا لانفاق المال على الفيلا بوجود ذلك الشخص.

5- قد تبدو الحاجات الفعلية شديدة الاختلاف الآن عن الرغبة الابتدائية المحيرة.

يختم الكاتب هذا الفصل ويقول:

قد تكون السعادة صعبة التحقق ولكن العقبات ليست مالية على نحو أساسي.

نقاش

هل أقتنعتم بنظرة ابقور للماديات؟

هل ستقللون من مستوى انفقاكم بعد اليوم؟

أتعتقدون أنكم ستصبحون راضين عن مستواكم المعيشي بشكل أكبر؟

ما الخطوات العملية التي ستعملون عليها للحصول على أكبر قدر من السعادة؟