كم من مواقف أصابنا الكبر عن تقبُّل نقد فيها من شأنه أن يحسن من سلوكنا، وكم من مراتٍ رأينا أنفسنا أكبر من أن نكون طلابًا عند شخص خبيرٍ بمجال ما، لمجرد أن سنه صغير مثلًا، وكم من نجاحات كانت لتكون أكبر حجمًا، لو لم نركن لأنفسنا وتضخميها لإنجازنا، فتجعلنا نخلد للراحة والركون.. إنها ببساطة 'الأنا'.

يُقصد ب'الأنا'، الصورة المثالية المبالغ فيها لأنفسنا، وأننا محور هذا الكون، وهي الجزء الذي يرفض أن يكون عُرضةً للنقد، كما ويحب المدح والثناء على الدوام.

إن للأنا أضرارًا كبيرة، يمكن أن نلمسها جليةً في ثلاثة مواقف:

١- مرحلة السعي الأوليِّ للنجاح:

فإن كانت الأنا متضخمةً في هذه المرحلة، بالغت في الخيالات، والصور الوهمية المرسومة عن ما سنصل إليه، وذلك بشكلٍ غيرِ دافعٍ مُحفزٍ للعمل، وإنما بشكل يجعلنا نترك العمل والسعي، ونركز في أحلام اليقظة تلك.

٢- مرحلة تحقيق نجاح ما:

وحينئذٍ قد نقول كما قال قارون "إنما أوتيته على علم عندي"، فننسى فضل الله علينا، ونتنكَّرُ لمساعدة الآخرين لنا في طريق نجاحنا هذا، فننسب الفضل لأنفسنا وفقط.

كما تجعلنا نركن لهذا النجاح، ولا نسعى لتطوير ذواتنا ومهاراتنا.

٣- في حال الفشل:

سيكون جواب الأنا حينها 'أيُّ فشلٍ ذلك؟' فهي لا تعترف بالأخطاء المُرتكبة، وإنما تملك ترفُّعًا وتكبُّرًا عن الاعتراف به، علاوة على السعي لتصحيحه!

برأيكم كيف نقلل من هذه الأنا في ذواتنا؟ وذلك لقدر أكبر من النجاح.