كتاب عدوي اللدود: ماذا نفعل لو كانت أنفسنا هي التي تمنعنا من التقدم ؟

عندي حل من حياتي، حل بسيط ولكن لا يطبقه الناس برأيي، بالأونة الأخيرة وهنا أقصد آخر ١٠ سنوات كثر المحتوى والكلام عن التحفيز وأسس التحفيز وكيف نحفّز أنفسنا وهذا ما يجرّبه الكثير من الناس ويفشل به بعد أقل من يومين أو أكثر بقليل، هذا الأمر حين جربته مرة ومرتين قلت في نفسي لا بد أن هناك حل بديل وخرجت لي فكرة أخرى أعتقد أنها كانت لجيم رون، المستثمر والمستشار المالي الأمريكي الشهير، هذه الفكرة هي أنني يجب أن لا أتعلق بالتحفيز لإنه يعتبر كدفعة بسيطة نحو الأمام لتشغيلي وفقط، بل أعتمد على الدافع

الدافع يعني تسجيل كل الأسباب التي تجعلني أقوم بما أقوم به، أسجّل كل شيء، أسجّل بالتفصيل وإن امتلكت أموراً حقيقية تؤسس لفعلي وأغراضاً له سوف يكون الفعل غير قابل للتوقف أو التشكيك وبهذا أدفع نفسي ولذلك اسموه دافع.

الدافع مثلاً إذا كان لرجل يعمل ليل هو ابنه فسيعمل مهما كانت الظروف.

عندما يصاب أي حيوان أليف بالسعار نجد صاحبه يأخذه للبيطري، الذي يقوم بعزله، ويحاول فرض السيطرة عليه بطريقة بها بعض العنف، وهنا نجد أن التدليل والرفق لن يجدي نفعاً مع المصاب بالسعار.

وكذلك هي النفس عندما تصاب بالسعار خلف الملذات والشهوات والراحة والفشل وعدم الانجاز، هنا يجب أن نبتعد تماماً عن التدليل، نمسك بزمام الأمر ونتصرف كمن يروض وحش ضاري خرج عن الطوع، نتعامل بقسوة وندفع النفس للانصات للأوامر وتنفيذ الخطط، ونغلق أي مساحة للعشوائية والهوى.

فكرة السيطرة على النفس بشكل عام لن تتحقق بالسهولة التي نتخيلها جميعًا، برأيي لا بد أن نقوم بتدريب أنفسنا على ذلك بشكل تدريجي، مثلاً يمكننا أن نجبر أنفسنا على القيام بنشاط مفيد يوميًا حتى لو كان ذلك لمدة قصيرة، أو نمنعها من القيام بشيء نحبه مرة أو مرتين في الأسبوع، وهكذا إلى أن نعتاد الأمر، وتصبح مهمة السيطرة على النفس عندما تحرمنا من تحقيق أهدافنا أكثر سهولة.

بالنسبة لي أظن أن السر يكمن في الغفران ومسامحة الذات، فبالطبع سنضيع، وسنخطئ، وسنجري وراء الهوى، لكن الذي يمنع البعض من العدول عن هذا الطريق، والعودة للطريق القويم هي فكرة أنهم ميئوس الأمل فيهم، وأن هذه هي حقيقتهم ولا سبيل لإصلاحها، فيتمادون أكثر وأكثر فيما يفعلون، ويفقدون السيطرة تمامًا.

أظن أن الرغبة ف التغيير والتحسن وترويض النفس تكون نابعة في الأساس من الغفران والمسامحة.