تائه بلا مقدمات


التعليقات

أخبر بطل رواياتك ، أن الله غفور رحيم ، يغفر الذنوب كثيرا ، وأن الانسان خلق ليسعى فى الحياة ولا يستسلم .

أخبره أن يكف عن التفكير المريع والشاق للروح وللعقل ، وأن يبدا بالعمل ، فهو خير وسيلة وخير صاحب.

أخبره أن يخرج من غرفته للحياة للعمل لاناس يقابلهم فى حياتهم ويتعلم منهم .

أخبره بذلك ، ثم أخبرنى هل فعل وما هى النتائج ؟ أم لم يفعل وظل هكذا تائها ؟

مكان يوماً خاضعا للاستسلام إنما يمر بوقت صعب وحلم بعيد المنال ولا نعلم ماقد يحدث في أيامه القادمه وسكون قصته خير برهان على ماقد ناله من الدنيا ثم تلاشى من امامه دون حسبان، هكذا قد فرغ مابدا خله من هم وخذلان، ولعل روايته تكون عبرة لكل متعجرف لم يظن يوماً أنه سـ يعود كما كان، لاشيء مهمشا في الارجاء، ولقد فعل ماقلتي وزاد، ولكن لاشيء يعوض ما قد كان، لذلك قرر أن يخبر الناس ماكان عليه قبل أن ينحرف عن المسار وكيف أصبح بعد أن كان شخصية مرموقه لا يستهان بها الى شخص لا حيلة له ولا مكان.

أرى أن بطل روايتك يعبّر عنا جميعا، ولهذا قد وصلت كلماتك إلى قلبي فورا قراءتها وتأثرت بها

مررت بتلك الحالة من قبل منذ سنتين، وأظن أننا جميعا مررنا بها

عندما ترى الحياة بلونها الرمادي فقط، لا هي الأبيض ولا الأسود، وهذا أصعب بكثير، أن لا تعرف ماذا تفعل، تترك نفسك إلى أمواج الحياة تفعل بك ما تحلو لها، لا تملك قرارا ولا تقوى على فعل أى شئ، حتى الكتابة تصبح أصعب مما هي عليه

تريد أن تتخلص من كل شئ، لا يوجد شئ له طعم هنا، ولا لون، الحياة كلها بلا هويّة وبلا أى شكل

الأيام ثقال تحملها فوق كتفيك والكون كله بداخل عقلك، ومهما حاولت الإنعزال عن الدنيا فإن عقلك لا يرحمك ولا يكف عن إزعاجك وقتالك

لقد كان ماكتبت يداك أقرب للحقيقة، ولطالما ظننت أنني وحيداً في هاذه الأفكار العميقة، كتبت أحرفي منذ أن لم أعد أجد الأدلة، أختلفت مشاعر البشر وأصبح هناك خلل في التركيبة، التى لطالما كانت تجلب الحب والطمأنينة لا الريبة، والان دعنا نصدق ماقلت في كتاباتي الحزينة، بأنها رواية أريد أن أرويها ولست بحاجة ذريعة

هذا الحزن الذي يُعاني منه جميع من يُعرضون أنفسهم للوم دائماً، وفي علم النفس هذا يسمى "جلد الذات" هوّن عليك ي عزيزي، الحياة فانية ولا عليك ما بها وما كان بها، يمكنك دائماً البدء من جديد إن لم يكن من الآن، لا حل لهذه المعاناة سوى أن تفتح شباكاً صغيراً يُجدد روح قلبك، وما بعد ذلك يهون كله.

وكما قلت كل شيء بيد الله، والله عليم خبير، والله كبير لا ينسى عباده في حيرة من أمره، لا تعلم لربما يُخبأ لك الأفضل والأجمل من هذه الأيام كلها.

"من توكل على الله فهو حسبه".

ونعم بالله


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.7 ألف متابع