الا يوجد عبثية ايمانية ^_^
حسنا ساجعلها موجودة
لا شيء يملك معنى الا اذا اعطاه الله معنى
العبثي المؤمن رغم أنه يضع هدف ويسير وراءه إلّا أنه يدرك أن هدفه لا معنى حقيقي له لأن المعنى هو واحد وهو المعنى الجوهري فقط
هذا صحيح لان المعنى عند اغلب الناس حتى المؤمنين منهم هو النجاح المادي و الشهرة و السلطة في حين انها غالبا تقود الى الخطيئة في المفهوم الديني
(ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير)
و السلطة مذموم طلبها في الاسلام و من المفروض ان طالب المسؤولية لا يعطاها
و الشهرة تقود حتى احكم الحكماء الى الكبر و الاعجاب
( لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ)
و رغم هذا التوازن مطلوب لان الرغبات و الغرائز جزء من طبيعة الانسان
(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)
مؤخرًا، أصبحت أقرب للإلحاد من اللاأدرية، وبدأت أميل للعبثية في حياتي، فأصبح يتبادر إلى ذهني كثيرًا ذلك السؤال الشهير الذي يسأله المؤمنون للملحدين أو اللادينيين: ما الدافع لالتزامكم بالأخلاق؟ أو ما المانع من ارتكابكم الجرائم؟ فكرت كثيرًا في إجابة مقنعة ولم أجد.
سابقًا وحتى الآن، إن اشتريت شيئًا ودفعت ثمنه واسترجعت الباقي، وكان الباقي زائدًا، أعيد الزيادة للبائع من باب الأمانة، ولكني في كل مرة أصبحت أتسائل: ما الذي دفعني لذلك وأنا لم أطلب ثوابًا أو أخشى عقابًا ولم أستفد بشيء؟ ألم تكن تلك فرصة لأخذ المال والاستمتاع به مجانًا؟ كذلك عند دخول السوبرماركت أو المحلات المزدحمة، وبعيدًا عن العاملين وكاميرات المراقبة، تأتيني الكثير من الفرص للسرقة ولكني أمتنع تلقائيًا، وأتسائل أيضًا: لماذا؟
حاولت الإجابة بأن المانع هو أن الاعتداء على حقوق الآخرين يعتبر شيء غير أخلاقي وضد مبادئي بالفطرة، ولكني تساءلت في نفس الوقت: ما مصدر تلك الأخلاق والمبادئ؟ وكيف أتأكد من صحة ذلك المصدر، وأنه حقًا يستحق الالتزام به؟ كذلك الأمر مع القتل والاغتصاب والتعذيب... إلخ من الأمور التي أنا بعيد كل البعد عنها طبعًا :)
تحليلك جميل ووافي، أفهم منه -إن لم أكن مخطئ- أن أنسب الإجابات على سؤال "ما الدافع للالتزام بالأخلاق؟" هي: الحفاظ على مجتمع مترابط متّزن متفاهم يسوده الأمان والاستقرار، وهذا طبعًا يتحقق من اتفاق أهل ذلك المجتمع على أمور معيّنة واعتبارها أخلاقيات. وجميل أيضًا أنك أشرت إلى أن بعض المؤمنين يتساوون مع الملحدين في النظرة الإنسانية، وهؤلاء لهم منّي كل التحية، فهم من النوع المتفاهم الذي يعمل عقله، لا الذي يتبع لمجرد الاتباع.
لا أظن ذلك، فهناك مواقف لم يكن للخوف أو الحب دورًا فيها، كالبائع الذي أعطاني زيادة في الباقي، لم أكن أحبه، بل لا أعرفه أصلًا، ولم يكن هناك خوف لأنه هو الذي أعطاني المال بنفسه، ولكني شعرت بأنني يجب أن أعيد إليه ماله، وأن ذلك هو الصواب. وكذلك في المحلات، لا أعرف البائعين ولا حتى الزبائن لكي يكون بيننا محبة، ولم أكن خائفًا لأن أنظمة الحماية في بعض الأماكن لا تبدو جيدة، بالإضافة إلى انتشار كاميرات المراقبة الوهمية، ومنها التي تصنع من الورق ومشّي حالك هههه.
منذ فترة و أنا أفكر في طرح مشاركة مشابهة جداً لهذه، و لكن لم تختمر الأفكار لدي تماماً، و لكني سأضع ما أعتقده للآن..
شخصياً تبدو لي العدمية أصدق الإتجاهات، لكنها الأكثر سلبيةً برأيي حتى لو اتخذنا الجانب الفعّال منها، وكما أن التفاؤل الزائد مكروه ومبالغ فيه، فإن التشاؤم المبالغ فيه مكروه أيضاً، وكامو تحدّث عن ذلك وذكر أن المعنى الوحيد للحياة هو الذي يمنعنا الإنتحار، وقال أنه لدينا ثلاث احتمالات للعيش: رفض العبث أي إقناع نفسنا بوجود معنى جوهري يمكن إدراكه بما يُماثل أن نكذب على أنفسنا، الإنتحار وآخيراً مواجهة العبث وإيجاد معنى لحياتنا رغم معرفتنا بعبثيته، وهذا الآخير هو أفضل أسلوب للعيش برأيي وهذا التفاؤل البسيط مرغوب بالنسبة لي (الذي يبدو لمعظم العالم تشاؤماً) لأنه يوجد فعلاً أمور تستحق العيش بالحياة وتحدّث عنها كامو كثيراً كالشمس في الجزائر والصداقات والرياضة والمسرح وأمور عدّة أخرى، فكامو أوجد برأيي أكثر أسلوب فعال للحياة دون المراوغة، وذلك بمعرفة حقيقتها والتماشي معها قدر المستطاع رغم عبثيتها، لذلك أجد نفسي أميل للعبثية
لم أفهم أي الإتجاهين تؤيد هنا؟
فهذا قد يكون ممكن، لكن لن نستطيع أن نلمس ذلك إلّا عن طريق الإيمان، ورغم وجود المعنى الجوهري يجب أن يوجد أيضاً الإنسان معنىً لحياته أمام الله جنباً إلى جنب الإيمان بوجود معنى سامي وأصلي أعلى، وهذا الهدف المُوجد من قبل الإنسان أمام الله يُشكّل معنىً لحياته، ومن هنا يكون للحياة معنى، وهذا المعنى هو الذي أوجدناه لأنفسنا مع الإيمان بالله حتى نُدرك المعنى الجوهري (بالصورة: كيركيغارد).
لم أفهم كيف من الممكن أن توفق هذه الفلسفة بين عدم وجود معنى و وجود معنى "الإيمان"، سواءً عنى كيركيغارد المسيحية أم الأديان بشكل عام، إذا عنى المسيحية فسأتوقف قليلاً بسبب ضحالة معرفتي بالمسيحية ووجود معنى سابق لوجود الإنسان.
أما فما يخص الإسلام، فأجد هذه الفلسفة رغم أنها "إيمانية" إلا أنها تتعارض مع الإسلام في جانب أن الهدف للحياة الإنسانية موجود، وموجود قبل أن يخلق الإنسان و هو يتصرف تبعاً لهذا، فوجوده مقرون بالعبادة بمعنييها الضيق و الواسع، فهي رغم عدم رفضها وجود إله إلا أنها تتعارض مع الإسلام بشكل أو بآخر.
والبحث عن وجود معنى متجذّر بالحياة غير ممكن ولا فائدة منه، لكن كوننا نحن من نُوجد هدفاً لحياتنا فقد يكون البحث نفسه مليئاً بالمعنى، إن كان ذلك يدفعنا قدماً للحياة وينسينا التفكير بالإنتحار، ومن هنا يكون ملاحقة المعنى المُوجود من قبل الإنسان لا معنى له بحدّ ذاته، ومع ذلك هو مطلوب، لأننا هكذا نواجه العبث ونثور ضده ونعطي جواباً واقعياً يصف الحياة وكيفية عيشها .
هذا الإتجاه بالذات أحس بضرورة إفراد مشاركة له، أو ربما سأعود لهذا الموضوع لاحقاً لأضيف أفكاري فيما بعد.
@Ivan2Karamazov في حال سألتك و قلت لك من اي هذه المذاهب الفلسفية الأربعة تصنف نفسك ؟ ماذا سيكون جوابك
حسنًا هل لديك شيء جاهز نناقش فيه، أم سأضطر أن أبحث وأجد ما أناقشه؟
لأن الموضوع كله لا حجج فيه، هو طرح لوجهات نظر مختلفة، مع أني أستشعرت في بداية موضوعك أنك تهدف للنقاش يا إيفان، يمكنني الصمود قليلًا بإستنتاج بعض الحجج الضعيفة ونقدها، ولكن أحتاج لمعرفة حججهم أولًا لارد عليها.
وقبل أن ترد على تعليقي يمكنني وضع موضوع آخر، وهو أن المنطق أصلًا والنقاشات الفلسفية حاليًا مبنية على هراء، مبنية على لا منطق، حيث لا فرق بينها وبين الإيمان، ولكن بدلًا من الإيمان باله سيوفر عليك قاعدة لبناء منطقك، الأغلبية تؤمن بمسلمات المنطق المبنية على لا منطق، والتي من المستحيل إعتبارها أي شيئ سوى إيمان، وبالتأكيد فكرة الإيمان بمسلمات المنطق لأن خالقها هو من أخبرنا بصحتها تبدو بالنسبة لي أكثر صحة من الإيمان بمسلمات المنطق لذاتها دون معنى أو فكرة لذلك.
تعجبني كمية الNO عند العدمية، ببساطة تفقدك كل مصداقية يمكن توقعها، هل يوجد أساس أصلًا لكلام العدمية؟ هل هي فلسفة وصفية -تصف الواقع وتحاول تحديد أسباب للأشياء- أم ما ورائية -تحاول تفسير أصل الأشياء- أم ماذا؟ لأنه هنالك تحديات كبيرة أمامها مثل شعور معظم الناس بوجود هدف لحياتهم هذا إن كانت وصفية، وإن لم تكن فهي مضطرة أن تشرح لنا اصل هذا الشعور، ولماذا نجنح له، وكيف ترد على من يقولون أنه لديهم هدف في حياتهم، بالتأكيد رد العبثية -بما أنك تميل لها فليس لدي مانع في أن نتناقش حولها- حول عبثية الهدف -، أتمنى لو هنالك شرح أكثر للعبثية المقصودة هنا وقيمة الهدف القليلة لا أرى الحقيقة سوى أنها جزء من الوجودية ولكن أكثر تشاؤمًا، فتشبيههم لهدف الحياة بدحرجة حجر على منحدر يعني أنه هدف ولكن قيمته قليلة في نظرهم، فهل لهذا دليل أم هو مجرد إختلاف وجهات نظر؟ لو كان إختلاف وجهات نظر فلا يوجد نقاش، أما الحديث عن الوجودية الإلحادية والوجودية الإيمانية فهو حديث لا يتطلب النقاش حولهم بل النقاش حول حجج الإيمان والإلحاد، لأن الإثنان وجودية ولكن تبعتها الإيدلوجية فسمتها باسمها، لذا لا أعتقد أن هنالك لأي منهما حجج لا تعتمد على مسلمات الإلحاد والإيمان.
هي أكثر من وجهات نظر، هكذا أفهم الأمر :
لنسلم بأن الله غير موجود، وأن وجدنا محض صدفة وما نحن سوى ذرة في كون جامد لا حياة فيه، في هذه الحالة تكون هذه الأفكار أكثر من مجرد وجهات نظر، ليست حقائق مطلقة ولكنها نتائج تتبع حقائق أخرى وهي أفكار معتبرة جداً والتصديق بها عقلاني، هكذا أفهم كلا منها وكيف يكون صحيحاً:
العدمية : بما أنه لا وجود لكيان إلهي ووجودنا ليس سوى صدفة في كون جامد، فلا وجود لأي معنى ولا قيمة لأي شيء وسبب ذلك ببساطة هو عدم وجود سبب يبرر وجود معنى لأي شيء، إذا كان وجودك صدفة فليس من المنطقي أن تسعى وراء تحقيق أي شيء باعتباره معنى أو سببا لوجودك لأن هذا ببساطة غير صحيح استناداً إلى الحقائق التي سلمنا بها مسبقاً.
الوجودية : ربما لا يوجد معنى محدد سلفاً من وجودنا ولا قيمة جوهرية لأي شيء، ولكن الإنسان نفسه قادر على إيجاد معاني وقيم للأشياء، بالنسبة لي عبارة "الوجود يسبق الجوهر" ليست سوى إعادة تعريف للمعنى من غاية لدى صانع الشئ إلا خاصية يلحقها الإنسان بالأشياء وهكذا يكون صنعك لمعنى لحياتك منطقياً ومبررا.
العبثية : بصراحة لم استطع فهم هذه الفكرة جيداً بعد وتبدو لي كوجهة نظر عن الحياة الجيدة أكثر من نتيجة أو فكرة تبررها حجج أخرى، ببساطة يبدو أن العبثية تدفعك للإقرار والتأكيد دائماً على عدم وجود معنى للحياة وترفض الوجودية أو التدين باعتبارهما هروبا من الواقع وانتحارا فلسفية، ولكنها تختلف عن العدمية في نظرتها الإيجابية لانعدام المعنى وترى بأن فعل كل شيء يظهر بأن فيه معنى مع تذكر أن هذا غير صحيح هو السبيل لعيش حياة جيدة (على الأغلب كلامي عن العبثية يبدو كهراء واقر بأنني لم افهمها جيداً بعد)
اتمنى ان ما قلته صحيح أو منطقي على الأقل.
حسنا بتعريفاتك هذه فيمكننا القول انها وجهات نظر مبنية على نظريات اخرى، اي انه لا يمكننا النقاش حولها مباشرة، بل مثلا حول الالحاد والايمان، ووجود الجوهر من عدمه.
أتمنى لو هنالك شرح أكثر للعبثية المقصودة هنا وقيمة الهدف القليلة لا أرى الحقيقة سوى أنها جزء من الوجودية ولكن أكثر تشاؤمًا، فتشبيههم لهدف الحياة بدحرجة حجر على منحدر يعني أنه هدف ولكن قيمته قليلة في نظرهم
من قال أن قيمة أهدافهم قليلة؟
بالعكس الفلسفة تقول أنك تعطي أنت نفسك القيمة التي تريدها لأي هدف و إن بدى هذا شيئاُ بسيطاً جداً و قليل المعنى للآخرين، عليك أن تعتقد بوجود معنى و تعظّم من شأنه.
لذلك حسب وجهة نظرك قد تكون هذه الفلسفة تشاؤمية بشكل كبير أو العكس تماماً حسب المعنى الذي تسقطه.
إن قلنا أ لا تساوي ب وأيضا ت لا تساوي ب، فهذا لا يعني أن أ=ت ولقد أثبت ذلك الآن كوننا نعرف أن أ لا تساوي ت ولا يحل أحد الحرفين محل
حسنا، هنا يأتي النقاش، ومن أين عرفت أن أ لا تساوي ب؟ وعلام تبني المسلمة المنطقية التي تجعلك تقول أن التجربة هو سبيل الوصول للحقيقة وأنها تجعل المسلمات "ليست ايمانًا".
أمر آخر، أنت تقول أن التسليم بصحة المسلمات المنطقية كون الآله أخبرنا ذلك أفضل من التسليم بها لوحدها، ولا أفهم كيف يكون ذلك أكثر صحة! أنت تقول أن المسلمات لا يمكن إثباتها، فتذهب لإثباتها بشيء آخير غير مثبت أصلا، فأين الصحة الأكبر بذلك؟ هذا فقط جانب آخر من جوانب الإيمان، ويتحول الأمر إلى إيمان بالمسلمات المنطقية عندها.
أتمنى فقط قبل أن ندخل في نقاش يمس الدين ولو من بعيد، أن نتجنب التكرار، حسنًا دعنا نشرح الأمر: أولًا نضع أرضية عندما نود أن نقارن بين مسلمات المنطق المبنية على اوامر اله، ومسلمات منطق ليست مبنية على اوامر اله، ولكن هكذا يجب ان توافق معي اذا اردنا مقارنة صحيحة أن نتفق على أن مهما كان ما وراء كل منهم صحيح، اي ان الاله موجود وايًا كان على الجانب الاخر موجود، هذا لنحصل على مقارنة سليمة دون تحيزات، لا اود ادخال نقاش عن "هل الله موجود" هنا، فقط نريد ان نفترض انه موجود لانه لو كان موجودا فتفسيره للمنطق سيكون افضل -هذا ما احاول اثباته-، الان بعد أن جهزنا الأرضية، نقارن هل تفسير المسلمات من وجهة النظر الالهية افضل ام بدونها؟ بالتأكيد خالق الكون يعطيني اهم مسلمة منطقية وهي الاعتماد على العقل والمنطق ومسلماته، ففي حالة وجوده فمعنى ذلك ان كلامه صحيح، وهكذا لا يوجد من هو ادرى منه لبناء قاعدتنا المنطقية على كلامه، بينما اي تفسير اخر للمنطق سيتداعى لانه ليس مبررا اقوى من المبرر الالهي.
بإعتقادي هي وصفية وهي أصلا ضد كل ماورائي، وببساطة يمكن تمثيلها بشخص ملحد لا يؤمن بوجود معنى جوهري للحياة، وعلاوة على ذلك لا يؤمن بمعنى أي هدف يضعه لنفسه فبالتالي العالم كله خالي من أي معنى، أما شعور الناس بوجود الهدف فهذا يعود لأسباب كثيرة، كأن يكونوا مؤمنين مثلا، أو وجوديين، أو حتى لم يفكروا بالموضوع أساسا، لكن فعليا بالنسبة للملحد لا يوجد أي شيء يثبت أنه لأي مما تفعله قيمة، ضع نفسك مكان الملحد وفكر كيف ستثبت ذلك دون أن تقنع نفسك ببعض الأمور غيبا؟ ولذلك أميل للعبثية أكثر من الوجودية الإلحادية.
اذا آراء شخصية؟ لا تهمني.
قد يوقفنا عن الإهتمام بالحياة مما قد يجعلك تنتحر
ولما تهتم بالحياة بما انه يرى ان هدفه "لا معنى له"؟، هل يختلقون دائرة مغلقة فقط لابقاء اتباعهم على قيد الحياة؟
بما ان كل ما قبل هذا الاقتباس انتهينا منه، فسأبدأ بهذا:
أولاً يوجد أمور مبهجة بالحياة وإن كانت بلا معنى تجعلني أتمسك بالحياة ولا أريد التخلّي عنها، وثانياً الإنتحار ليس جميلاً، ولسنا مضطرين عليه بالظروف العادية،
اذا ترى ان السعادة والبهجة هدف في الحياة ولذلك تعيشها؟ وانت لا تريد الانتحار لانه ليس جميلا؟ هل خلطت لتوك فلسفة العبثيين مع المنفعة؟ اذا أعتبر أن هذا السؤال الذي سألته أنا ليس لديك اجابة عليه سوى اللجوء الى فلسفة اخرى، اذا مانعك الوحيد حتى الان من الانتحار انه "ليس جميلا" وهذا يعني اما ان هدفك في الحياة هو البحث عن الجمال او انك تلجأ للفلسفة النفعية، لا يمكنني حتى تخيل كيف توفق بين النفعية وميولك العبثية.
لكن أكمل بعد ذلك بأن أخلق معنى وهمي لي كي لا أقع فريسة اليأس وشعور الفراغ
ولماذا ترى انه وهمي؟ لماذا تصر على وهميته؟ لماذا لا تخلق معنى حقيقي؟ لماذا لا تكن وجوديًا؟ ما هذه الانانية لديك، تنتقي من الفلسفات وكأنك تنتقي الفتاة التي ستتزوجها ليس لانها الافضل ولكن لانك تريد ان تكون هي الافضل.
لكن ليس كل المؤمنين وجوديين، البعض يعيش على أن أهدافه بالحياة محددة مسبقا وفقط، كالصلاة والصوم وفعل الخير، دون إيجاد معنى آخر له، وهذا يجعله مؤمن غير وجودي
مثل الدوراويش ؟
صلاه صوم عبادة أعتكاف في المسجد إضافة إلى تلك الرقصة الدائرية لكنها تجعل منهم مؤمن وجودي
هل الصوفية أو ما نراه اليوم مِن مَن يدعون الصوفية هم مؤمنيين وجوديين أيضاً
اوه هذا يجعل المعتزلة كما أعتقد مؤمنين وجوديين
هل هناك مؤمنين غير وجوديين
أعني حتى رهبان المسيحية لديهم بعض الطقوس مثل قداس السبت الذي يختلط مع الأغاني أو العزف من قبل الرهبان أنفسهم و الشعائر الدينية المختلفة على مدار السنة هذا ينطبق أيضاً على رهبان البوذية في كل صلاه في المعبد لدهم أنواع من الطقوس قد تتخللها موسيقى من نوع ما
هل هناك مؤمن غير وجودي
و كيف يكون هناك شخص كهذا مع وجود الشعائر
حسبما فمت من كلامك عن المؤمن الوجودي و مثال العالم و المصور الشعائر الدينية تمنع أساساً وجود مؤمن غير وجودي !!
حتى إذا أفترضنا أن هناك مؤمنيين لا يقومون بشعائر من أي نوع ألا يبقى تصنيفة مؤمن وجودي لانة يحتفظ بالمعنى الأعلى الذي تكلمت عنة في المساهمة ؟
هل هناك مؤمن غير وجودي و كيف يمكن أن يكنو موجوداً دون أن يتم تصنيفة مؤمن وجودي ؟
الموضوع ذكّرني بأبيات تميم البرغوثي في سياق حديثه مع نفسه وكما سمّى النفس "طفلة النور":
وتسألني وهي تنظر للكون في كفّها كالخطوط التي ما لها أيّ معنى
لقد طِرتُ فوق الجيوش القدامى.... بأسهمها وأساطيرها تترامى..
يموت الرجال لكي يأخذوا شارة المجد من شعراء الملوك.. قصائد فوق الشكوك...
تقول لهم إن للموت معنى الحياة... فموتوا.. ليحيا سواكم..
ويحيا سواهم... ويَنْسَون! ثمّ يموتون!
هل تذكرون القضايا التي قاتل البابليون من أجلها؟ والقضايا التي أفنت الناس من قبلها؟ وجَنَتْ بالجلال على أهلها؟
فلتقل للجموع تسير للموت مسرعة، أن تسير على رِسلها..
أيّ فائدة للبلاد، اذا جائك الموت، كلّ التراب سواء...
وتقول لي النّفس:
واليوم من بعد دهرٍ على غزْوِ دارك.... بعد طويلِ انتظاركَ، ضوءَ مناركَ..... في كلّ بحرٍ
تحاولُ حقّ العباد المُضاع... أما عرّفتك التواريخ بالمستحيلِ وبالمستطاعِ؟
أما وعَظتْكَ الليالي، بأن الهباءَ المسمّى المعالي... يظلّ هباءًا كباقي الهباء؟
فقلت لها:
يا نقيّةُ.. مهلًا
فلولا سيوفٌ بِمصرَ وبابل قبل اختراع الزمان لما طِرْتِ بين حبيبَيْنِ إذ نجيا.. من رماح الغُزاةِ..
ولا طِرتِ يا هذهِ....
فاعلمي.. واعلمي..
أنّ للحقّ عُمرًا طويلًا...
واسماءَ شتّى...
كسيّدنا الخِضر..
يُنسى ويُذكر.... يَخفى ويَظهرُ....
لا فرق بين الوداع وبين اللقاء...
نُقاتِل... لا رغبةً في الخلودِ ولا في المديحِ ولا في الرّثاء!
ولا ثِقةً في بقاءِ القضيّة، فوق المنيّة، طول الزمانِ، ليحفظ اسمائنا الغرباء!
ونعْلمُ بعدَ هدوءِ السّهام... بأنّ جميعَ نفوسِ الانامِ... مُشرّدَةٌ كالحمامِ...
ولكننا.. سَنُقاتِلُ يا طِفلَةَ النور.. حتى وإن قتلونا...لِأنّا كباقي الحمامِ، ندافع عن حقّنا في الهواء...وفي الغناء..
لا اعلم ان كنت سترى الارتباط بين الموضوع وهذه الابيات، وللامانة لااعلم لمَ اعتقد ان لها علاقة بالعدمية والوجودية، ربما اظن أنه وضع النفس في جهة العدميّ، وهو الوجوديّ؟ المهم أنا أعلم انك لن تمانع لو وضعتها^^
اظن ان الايمان قد يتوافق مع العبثية، لكنه غير متصالح مع العدمية..
هي نفس القصيدة.. الابيات التي كتبتها في ردي هي تتمة ما ارسلته =)
اذا كان شخص مؤمن بوجود الله، لكنه يؤمن أن كل ما يفعله بهذه الدنيا عبث، و لا يضع لنفسه هدف ينجيه من الانتحار، بل رادعه ديني فقط، فهل هو مؤمن وجودي أم عدمي؟
أعتقد أنه يوجد فرق بينه و بين المؤمن الوجودي الذي يضع لنفسه هدف مثل إفادة البشرية و من هذا القبيل.
فهل أستطيع تسمية المؤمن المذكور بالسطر الأول مؤمن عدمي؟
طبعًا هو لا يمثلني، فأنا تنقلت بين العبثية و الوجودية و لم تتضح الرؤية بعد، لكن آخر ما توصلت له أن الكون دقيق بنظامه، لذا مهما فعلت لن أؤثر عليه، لكني بعدها أدركت أن نظام الكون يعتمد على بعض الأشخاص و سأحاول أن أكون أحدهم.
العبثية، أشعر أنها أنانية بعض الشيء لأن العبثي يضع هدف فقط ليسلي نفسه و يبعدها عن الانتحار. اما الوجودي فهو أكثر إنسانية.
بالصدفة
ايه هوا معنى الحياة؟
.
أتصور ان الكثير من الأفكار العدمية عند البعض بتنشأ لما بيبص لنفسه من فوق، من منظور الكون نفسه، كذرة غبار لا قيمة لها في كوكب مُلقى به بأطراف مجرة بها 400 مليار نجم، أو على أنه نظام بيولوجي معقد لكنه في النهاية لا يختلف عن نجم نيوتروني أو سديم أو ثقب أسود ..
.
لكن المشكلة هنا هيا انك بتتصور انو الكون أصلًا بيبص عليك، بتعطيه هوا صفة بشرية كأنه انسان زيك بيبص على نملة ماشيه في الصالة، وده مش صحيح، مفيش انسان في الحوار ده كلّه غيرك، اصطلاح "معنى الحياة" مش شيء موجود برة ذواتنا، لا ده من ابتكارك انتا من وجهة نظرك انتا.
.
لذلك - في مرحلة ما - كنت عدمي أو مكنتش - مضطرًا - لازم تدرك انك بتبص للكون من منظورك انت، لأن ده المنظور الوحيد المتاح للأسف، أنت لا تستطيع أن تدرك العالم، تشعر به، تعيش به، تراه، كما يراه الخفاش، أو البكتيريا التي تتحرك الآن في معدتك، أو نجم يبتعد مسافة 55 سنة ضوئية، أنت فقط تستطيع أن تكون أنت، فإذا كنت قدرت تخلق مصطلح "معنى الحياة"، فانت أيضًا قادر على خلق معنى الحياة، حياتك انت.
فيسبوك شادي عبدالحافظ
مع أنني لست مقتنعاً لكن في النهاية يجب أن نضع معنى لهذا الكفاح أليس كذالك !!
أشكرك على الشرح، قليل ما ارى مثل هذه المواضيع بالعربية للاسف.
لفتني ذكرك لموضوع الانتحار وأن العدمين سهل ينجرفون له في حال لم يملكوا تلك النظرة العبثية للامور واللي تجعلهم يرون المتعة في اللامعنى. كشخص عدمي لا تستطيع التخيل حجم الفراغ والكآبة في عقولنا التي لا تستطيع غض النظر عن الحقائق، كنت متأكد ٨٠٪ اني عدمي، قرأت كثيرًا في الفلسفة لاعرف ما اتجاهي وما الذي اؤمن و لا اؤمن به، لكني دائما ما عرفت ان عدميتي لم تكن كاملة.. لم ارغب حقًا في رمي نفسي من فوق جبل لاني كنت اتوق لتذوق المزيد من المتع، حتى ولو كنت أعرف أن لا معنى ولا هدف منها غير اشباع هذه الرغبة في داخلي، وبالرغم من اني عشت لفترات طويلة افتقر للشعور تماما ولم أكن اجد الرضى في فعل أي شيء لم اجد نفسي منتهي كليًا من هذه الرحلة. انتهي بي الامر للبحث مجددًا عن معنى العدمية ووجدت موضوعك، يبدو اني أشاركك نفس المسار ياصديقي، ربما كنت ٦٠٪ عدمي و ٤٠٪ عبثي، أعتقد حتى ان لا وجود لعدمي ١٠٠٪ إلا لكان أنتحر، الا في حال لم يكن يستطيع الانتحار لاسباب اخرى غير التشبث بالحياة، العدمي لن يرفض فكرة انهاء حياته لان لا معنى لها ولا طائل منها، التمسك بالحياة حتى وان كان لا يدرك السبب فهو بالتأكيد التمسك ببعض المتع المتبقية على هذه الارض.
التعليقات