نسمع دائما جمل من قبيل : "الطفل يجي ويجب رزقوا معه" ، وتزوجوا الله يغنيكم، لكن ولا مرة حاولنا أن نفهم لماذا نفكر بهذه الطريقة ومن أين جاءت هذه الأفكار، لم نفكر في علاقة الإنجاب بالثروة؟ و ما لذي يجعل الشعوب الفقير هي أكثر الشعوب انجابا؟ ولماذا تهتم الطبقات المتوسطة والفقيرة بشكيل عائلات كبيرة؟
تحصر الفلسفات النسوية اسباب هذه الظاهرة في عدة نقاط منها:
1-أن الأطفال مصدر للإنتاج ويد عاملة ودعم للأهل، باعتبار أن معظم الفقراء يأتون من مناطق ريفية تعتمد في دخلها الأساسي على الأرض والزراعة، فإنه فكلما زاد عدد الأطفال زاد الدعم والإنتاج، مع الأسف هذه النظرة لا تتغير بانتقالهم للمدينة، ستحتاج الى وقت طويل حتى تتغير.
2-غياب الخدمات الرعائية والتوعية الجنسية والصحة الإنجابية ودعم احترام رغبات الافراد وحرياتهم.
3-ارتفاع معدلات وفيات الأطفال بسبب الأمراض والحروب والكوارث يؤذي بالضرورة الى رفع معدلات الولادات كمحاولة لتعويض الخسائر المحتملة للأولاد، فتجد عائلة تنجب 10 أولاد استعداد لفقد ثلاث أو اربع فيبقى لديها ما يسندها بعد فقدانهم.
4-غياب دعم الشيخوخة في الدول الفقيرة، فيتكون انجاب الأولاد بكثرة كإجراء احترازي يتخذه الآباء من أجل ضمان شيخوخة مريحة، من خلال توقع اعانة أبنائهم لهم في مراحل الشيخوخة والضعف، فالخوف من التشرد يجعل العائلات تقدم على انجاب اكثر عدد من الأولاد ، للعيش بكرامة في شيخوختهم.
السؤال الذي يهمني من كل هذا هو، لماذا نركز على الفقراء بالذات في حديثنا عن الانجاب وكأن حالة الفقر تخرجهم من انسانتيهم وتمنعهم من ابسط حقوقهم التي يمكن لكل البشر أخذها بدون أي نقاش مسبق، لماذا لا نحاسب الأغنياء الذين يرغبون في انجاب عدد كبير من الأولاد، اليوم نرى عائلات في الشرق الأوسط ، الرجل الواحد يملك أكثر من 20 طفل من ثلاث واربع نساء، ولا أحد يتحدث عنهم لأنهم أغنياء، فهل الفقر يبرر الحرمان؟ ماهو عدد الأولاد المعقول الذي يجب ان لا تتعداه اسرة ذات دخل 300 دولار مثلا في رأيك؟
التعليقات