"ثلاث يساعدن على تحمل مشقات الحياة: الأمل والنوم والضحك".
"هذا العالم يا صديقي مُخيب للآمال ، ما من تسلية عظيمة فيه إلا النوم"!..
هكذا نظر الفيلسوفان كانط وشوبنهاور إلى النوم، حيث إعتبره كانط معينا على صعوبة الحياة، في حين إعتبره شوبنهاور متعته الوحيدة وسبب مقنع لبقائه حيا، بعدما كان يجنح للإنتحار! بالطبع جميعنا نعلم أهمية النوم لتجديد النشاط، والحفاظ على الصحة العامة..
لكن عند النظر للنوم على أنه حالة من فقدان الوعي المؤقت؛ أجدني أميل لتفسير رغبة بعض الفلاسفة في النوم لساعات طويلة، بأنهم يحاولون التوقف عن التفكير بشكل أو بآخر، وتهدئة عقولهم من ثورة الأفكار التي تجتاحها دون توقف، ولا سبيل لتهدئتها سوى بالنوم!
وعلى الجانب الآخر نجد من المفكرين من عُرف بكرهه للنوم، وإعتبره مضيعة للعمر، مثل توماس أديسون، ونيكولا تسلا! ذلك بالرغم من معارضة البعض للطرح القائل بالتوقف التام لعمليات التفكير أثناء النوم، حيث رأوا أن الأحلام تُعتبر هي الأخرى ضربا من ضروب التفكير..
كذلك ظهرت بعض الدراسات تؤكد أن الدماغ البشري يستمر في التعامل مع المنبهات الخارجية أثناء النوم ويحللها، خاصة تلك التي تهدد حياة النائم، وإن كان لا يستجيب في الظاهر لكثير من المؤثرات! صراحة علاقتي بالنوم لم ولن تتأثر بتلك الآراء المتضاربة حول طبيعته؛ فلطالما اعتبرته ملاذا آمنا للراحة العقلية والجسدية، ولكن دون إفراط أو تفريط... فماذا عنكم، ما أكثر شيء يشعركم بالراحة في الحياة؟.. وما أهمية النوم بالنسبة لكم؟.. وهل تعتقدون بتوقف التفكير أثناء النوم، أم بإستمراره؟
التعليقات