"من لا يعرف الخير من الشر، فألحقوه بالبهائم"!!

من المفترض أن تُنسب تلك المقولة لسقراط، لكن لا عقلي ولا ضميري يسمحان لي بفعل ذلك لسببين، أولا: أن تلك المقولة لا تتوافق ومنهج سقراط الجدلي القائم على الحوار المبسط، وثانيا: أنني لم أستطع التوصل لمصدر موثوق لتلك المقولة.. فلماذا ذكرتها إذن؟!..

في الواقع ذكرتها على مضضٍ، كمثال لمئات الأقوال والإقتباسات غير الموثّقة المنتشرة بشكل مزعج في كثير من المواقع والمدونات الإلكترونية، ورغم ذلك يتم نسبتها زورا لمفكرين وعلماء وأدباء ذائعي الصيت!!

وخصيت سقراط بالذكر لأنه من الصعب جدا التحقق من صحة نسب قول له من عدمه؛ ذلك أن سقراط لم يترك وراءه أي كتاباتٍ منشورة، ولو شذرات متفرقة كغيره من فلاسفة العصور القديمة، لذلك كل ما لدينا هو قصص منقولة عنه بشكل غير مباشر كتبها طلابه ومعاصروه، وعلى رأسهم أفلاطون.. وهو ما دفع البعض للإعتقاد بأن سقراط هو مجرد شخصية خيالية، إخترعها أفلاطون ليعرض أفكاره بلسانها!!..

لكن ما برَّأ أفلاطون من ذلك الإدعاء هو ظهور شخصية سقراط بكتابات بعض معاصريه الآخرين ـ مثل المؤرخ أكسينوفون، والكاتب أرستوفان ـ وإن كان ذلك لم يبرئ أفلاطون من إدعاء عرض معظم أفكاره الخاصة على لسان سقراط، خلال محاوراته!..

وإذا تأملنا واقعنا قليلا، فسنجد أن ذلك أصبح أمرا معتادا الآن!.. فكثيرا ما نلاحظ عرض البعض لأفكارهم ومقولاتهم الخاصة على لسان أحد المشاهير؛ لتحقيق إنتشار وتفاعل أكبر حسب ظنهم، وأحيانا تكن تلك الإقتباسات مجهولة المصدر من الأساس، ويتم إلصاقها بأي مُفكِّر كان!.. وبالإضافة لسقراط، أريد أن أضم الأديب الروسي دوستويڤسكي لقائمة أكثر الشخصيات المُفترى عليها، خاصة بالسنوات الأخيرة!

والآن جاء دوركم لتشاركونا أغرب إقتباس أو مقولة، لم تقتنعوا بصحة نسبتها لصاحبها!!.. وبرأيكم من، وكيف يدافع عن الحقوق الفكرية لتلك الشخصيات الراحلة؟!