من المؤكد أن كل واحد منا تابع واحدة من هذه الشخصيات على الأقل ووجد فيها متعة عظيمة، ايمي سمير غانم في مسلسل هبة رجل الغراب ، أو نعومي غروسمان في دور غاية في البشاعة في مسلسل Story American Horror، أو تشارليز ثيرون في أبشع شكل يمكن ان تتخيله عنها في فيلم مونستر، كلـــها شخصيات قبيحة بشعة ، لكنها اشبعت شيء ما بداخلنا جمالا ومتعة ... لكن هل فكرتم يوما كيف تحول القبح إلى جمال خاص في أعيننا فجأة؟
فلسفيا، التجربة الجمالية مبنية على متناقضين، جميل هو ما يحقق المتعة واللذة الجمالية للمتلقي، وقبيح فيحقق النفور والتقزز والكمد، أما ما يحدد ما هو القبيح أو الجميل فهو نزعتنا الفردية التي تختلف من شخص لآخر حسب الطريقة التي نستقبله بها.
يرى المفكرون على اختلاف مذاهبهم أن الجميل وجد لكي يخلق متعة جمالية، والقبيح أيضا يخلق في العمل الفني متعة من نوع مختلف لم نألفه، إذ يرى البعض أن القبح والبشاعة دلالة على الشر وآخرون يرون بأنه ليس سوى نقص في المعرفة الحسية، وآخرون يرون بأن الأشياء القبيحة هي تلك التي تمثل الخصائص المناقضة للحيوية العامة لا غير(هيجل)... ما يعني أن القبح والبشاعة هي شكل من الجمال غير المرغوب فيه أو غير المألوف لنا، وما هو غير مألوف عادة منفر.
ويرى بعض الفلاسفة ان القبح قد يتحول الى ابداع فريد من نوعه اذا استخدم لتوصيل مشاعر معينه كالحزن والغضب والاستنكار ، ويستطيع متلقى الفن ان يستشعر الغرض من وراء استغلال القبح في العمل الإبداعي من خلال خبرته الجمالية ونضجه الفني ، فتزيد بذلك عمق تجربته الجمالية وتلذذه بها، لكن يجب ان تتوافر مجموعة معايير لتحقيق ذلك منها:
- وجود اندماج منطقي جمالي للبشاعة داخل الفني.
- قدرة القبيح على خلق استجابة جمالية ومتعة دوقية داخل العمل.
- توافق السمات الشخصيةالتي تجسدها الأشياء البشعة مع المكان الذي تعرض فيه ومدى تقبلنا لها.
الان أخبرني عن رأيك هل توافق فعلا على أن البشاعة تتحول إلى جمال حقيقي أم أن الأصل غلاب؟ هل رؤية القبح في معظم الأحيان تعكس بالفعل قدرات ذوقية وابداعية عالية للشخص أم يمكن أن تعبر عن ضعفه؟
التعليقات