الوظيفة العلاجية للفلسفة

لقد كان الطبيب يسمى قديما بالحكيم إيماناً منهم بأن وظيفة الطبيب إدراك الحكمة وليس الطب ولكن الفلاسفة اعتقدوا بأن الحكيم لديه وظائف طبية.

ففي العصر اليوناني اعتقد أبقور بأن الفلسفة تساعد في اكتساب صحة النفس وسعادة الشخص.

فالعالم الذي يعيش به الشخص ينقسم إلى قسمين:

1/عالم خارجي لا يتحكم به إلا على نحو جزئي وحدود في بعض الظروف وهو خارج السيطرة مثل السجين.

2/عالم داخلي للشخص كالأفكار والمعتقدات وهو تحت سيطرته في كل الظروف، مثل هطول المطر فهو عالم خارجي لا يتم التحكم به وأصبح عالم داخلي أنتظره لاستمتع به .. فأنا لا أستطيع تغير عالمي الخارجي ولكني أستطيع في أي وقت تنظيم عالمي الداخلي بأي ظرف وكيفما كانت المعطيات الخارجية فالأشياء لا تسوء ولكن تسوء أفكارنا حولها.

وثمة قاعدة تقول (بأن من يرد أن يكون ذا سلطان حقيقي فعليه أن يبسط سلطانه أولاً على نفسه). فالحكيم هو من يحكم نفسه ويُعد الفهم الحقيقي للحياة وهو الذي يُنمي قدرتنا على الحياة. كما أجمع على ذلك الفلاسفة الفرنسيين برأيهم (إننا لا نملك سوى الحاضر فأما الماضي والمستقبل فلا وجود لهما إلا حين نفكر بهما فهما آراء وليست وقائع). فالوقائع تفنى ولا يبقى سوى أفكارنا وتأويلاتنا لها فلنحسن العيش بها بإحسان تفكيرنا نحوها.