من الأمور التي نتهرَّب من سماعها، كون الوحدة جزءًا حتميًا من الوجود، حتى وإن كنت مستأنِسًا بأحبائك، وإن كانت الأضواء تحاوطك، سيظل ظِل الوحدة حاضرًا في الكواليس.

والوحدة ليست دائمًا شيئًا سلبيًا، كما أنّ الأنس ليس دائمًا شيئًا مستَحسنًا..

الوحدة أمرٌ حتميٌّ؛ كون هناك أشياء لا تتم إلا بِك أنت، فقط، وعليك بدئها بنفسك—أنت—

وهنا تظهر معيّة الله، ولا تتحقق إلا بالتوكُّل عليه والتقرُّب منه والأخذ بأسبابه، وما دمت في معيّته؛ فأنت محاطٌ بمؤانسته، وأنك تستشعر حضوره وأثره في كل ما حولَك، بما فيه نَفسَك،

لذا، طالما أنَّ الوحدة والأنس في كينونتهما مقتصران على أشياءٍ ماديةٍ زائلةٍ، فأنت في شتاتٍ على الأرض،

وطالما كان الأنس والوحدة مقتصران على أشياءٍ ما لها من زوال، فأنت في نعيمٍ معجَّلٍ على الأرض،

ولا يوجد على الأرض ثباتٍ، إلا لأثر الله.