شيء مؤلم حقا أن تكون تائها وسط فوضى الأحلام والشغف بينما غيرك سيطر على زمام الأمور وبدأ يرسم طريق حياته ومستقبله، لن أقول إنه لأمر سهل، حتى الذين وجدوا شغفهم الحقيقي لم يجدوه بين ليلة وضحاها! الفرق الوحيد هو أنهم تعبوا جدا للوصول لهذه المرحلة، لكن السؤال المطروح هو: ماذا فعل هؤلاء الناس حتى عثروا على المسار المناسب؟

سؤال سهل وصعب في الوقت نفسه ؛ سهل لأن الفطرة الإنسانية تقول ذلك! إذ أن كل إنسان ولد ليخلف بصمته الخاصة في المجال الذي قدر له بأن يبدع فيه، وصعب لأنه في بعض الأحيان ينتابك تشتت وضياع وتحس بالغرق أكثر كلما حاولت النجاة، أحيانا تحس بأن ليس لك الرغبة في أي شيء أو أنك لا تميل لأي مجال (شخص حيادي ) تحس بأن ليس لك هدف في الحياة، تترك الحياة تأخذ مجراها وكأنك خلقت فقط لتأكل وتنام! والله أنها ليست الحياة التي خلقت من أجلها، مجرد التفكير بأنك خلقت لسبب ما يجعلك شخصا مسؤولا ويرسم لنفسه هدفا مهما كانت التحديات.

كيف تعرف شغفك؟

- تجرب كل شيء وتقرر: في بعض الأحيان يقتضي عليك أن تجرب كل شيء لتعرف أين يميل عقلك وقلبك، أين تحس بالراحة والإبداع أكثر، فأحيانا ذلك الصوت الداخلي يكون على حق في إختياره.

- تجربة طريقة التخيل: تخيل نفسك مثلا تعمل كطبيب، هل يروق لك حقا ذلك؟ أن تعالج المرضى وتشرح لهم حالتهم المرضية أو الأهم من ذلك الصبر! فإن لم تستطع تخيلها إذن فهي في أغلب الأحيان ليست مجالك.

الاستمرارية: نعم الاستمرارية! ربما يقول لي البعض بأن هذه الخطوة مهمة لكن بعد أن تقرر هدفك، لكنني أقول بأنها صالحة حتى قبل اختيار الهدف! إذ أنني أعرف أشخاصا لم يكونوا راضين أبدا في التخصص الذي قدر لهم أن يكونوا فيه رغم أن لهم خططا وأهدافا أخرى تماما، ولكن ما باليد حيلة! توكلوا على الله وأكملوا في التخصص و هاهم الآن يحبونه أكثر من أي شيء متناسين كل ما خططوا له.

- ثق باختيار الله لك: ربما كان يجب علي أن أبدا بهذه النقطة، لكن لا بأس...

ثق بأن الله دائما مايختار الخطة الأنسب لك ولعقلك، هو يعرف كل شيء عنك حتى الذي لا تعرفه عن نفسك، والله لو رجع بك الزمن وخيروك بين الأقدار لاخترت ما اختاره الله لك، فقط ثق به أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا ودائما مايضعك في المكان المناسب، والاستخارة، الاستخارة فهي تفتح لك كل أبواب الخير بإذن الله.