أكتب كثيرًا...
ثم أعود، بهدوءٍ مفرط، لأحذف كل شيء.
ليس لأنني لا أملك ما أقول،
بل لأنني أشكّ في كل ما قلته.
أعيد قراءة الجملة،
وأتساءل:
هل عبّرتُ حقًا؟
أم كنت أحاول أن أبدو ذكية، أو عميقة، أو تستحق كلماتي أن تُقرأ؟
ثم أُغلق الصفحة، كأن شيئًا لم يكن.
صرت أفهم أن الكتابة الحقيقية ليست دائمًا ما يُنشر،
بل ما يُترك في الظل، ينضج بصمت، يختمر في أعماق الكاتب،
ويدعوه للتأمل لا للإعجاب.
أحيانًا، التردد لا يعني خوفًا،
بل احترامًا للكلمة.
وأحيانًا أخرى، هو قيدٌ يخنق الإبداع.
أنا أكتب... وأحذف،
لا لأنني ضعيفة،
بل لأنني أبحث عن نص لا أضطر للاعتذار عنه لاحقًا.
وأتساءل الآن، بهدوء صادق:
هل تمرون بهذا أنتم أيضًا؟
هل تشكون في أصواتكم كما أفعل؟
وهل نشرتم يومًا شيئًا، رغم شككم، ففوجئتم بردّ الحياة؟
- مريم،
تكتب لأنها لا تعرف طريقة أكثر صدقًا للنجاة.
التعليقات