كالعادة، نُسلّط أصداء خيباتنا نحو نصفنا المظلم، لأنه أبكم... يبتلع كل شيء، لا يميّز بين الأبيض والرمادي.
لكلٍّ منا زاوية خفيّة لا يصلها الضوء، حتى مصباح الحارس الليلي، ذلك الذي يحرس بقايا ملامحنا، لا يدركها ولا يعلم عنها شيئًا.
وحين لا ترد، ولا تهتم،
يأتي أحدهم ليوجّه ضوء خيباته وعقده النفسية نحو ظلامك،
لأنه يرى فيه سكينةً لا يعرفها، ومأوى لا يملكه.
ففي الظلمة، لا تنعكس الوجوه، ولا تُكشف العيوب.
ولأن البعض يتقن مبدأ الببغاء في التفكير،
ما إن يرى فعلًا حتى يسارع إلى تقليده،
وما إن يرى من يُلقي بثقله في العتمة،
حتى يشاركه في تعتيمها… بلا وعي.
لكن فجأة،
لم يعد الظلام يتّسع لمزيد من الظلال،
فأضحى بدوره يبحث عن ظلمةٍ لدى غيره كي يختبئ فيها.
وهكذا، تتوالى الدوائر…
كلٌّ يُسقط ضعفه على الآخر،
وكلٌّ يبحث عن ظلامٍ جديد،
كي لا يرى وجهه في مرآة الحقيقة.
التعليقات