أنا لا أكتب لأُعلِّم، بل لأتشارك… فهل هذا كافٍ؟

12

التعليقات

جميلة هي فكرة المشاركة كنوع من الشجاعة، لكن دعيني أقول لكِ إن الاكتفاء بالمشاركة دون محاولة تقديم الحل أحيانًا يشبه الجلوس وسط الحريق ومشاركة الآخرين بالدهشة من النار المرتفعة، أرى أنه في بيئة العمل المشاركة وحدها لا تطفئ المشاكل، بل نحتاج لمن يبادر بالحل ولو بشكل بسيط، فالمشاركة مهمة نعم لكنها تصبح أكثر فاعلية حين تتبعها خطوة عملية حتى وإن كانت صغيرة.

برأيي نحن بحاجة فعلاً إلى تحفيز روح المبادرة الفورية، حتى لو كانت المبادرة ببساطة "لا أعلم"، المشكلة أننا كثيرًا ما ننتظر الحل المثالي أو اللحظة المناسبة، فنفوت فرصًا عظيمة للتجريب والتعلم، لا بأس أن تكون البداية متواضعة أو مرتبكة، فالمهم أن نكسر حاجز الصمت ونتحرك.

المبادرة حتى وإن لم تكن الحل بحد ذاتها، تفتح الأبواب وتجعل الآخرين يشعرون بالأمان للمشاركة، فنحن في زمن نعاني فيه من التردد، أصبح مجرد رفع اليد خطوة شجاعة تستحق التشجيع.

صحيح أن التدوين الصادق يحمل في طياته نوعًا من الشجاعة، لكن الشجاعة الأكبر تكمن في تحويل هذه المشاعر إلى أدوات تساعد غيرنا على التجاوز، لا أن نتركهم مع نهاية مفتوحة ومشاعر معلقة. لأن القارئ في بيئة العمل المزدحمة بالضغوط لا يبحث فقط عمّن يشعر مثله، بل عن من يعرض عليه مخرجًا من المأزق، أو يطرح عليه احتمالًا للحل.

مررت بتحدي كبير في العمل مع فريق لا يجمعه سوى الضغوطات، وكنت أشعر أن كل يوم يمر يضيف عبئًا نفسيًا إضافيًا. كنت أشارك مع الزملاء مشاعري وأتحدث عن صعوبة التعامل مع المواقف الضاغطة أو غياب التنسيق الجيد، وكنا نكتفي بمشاركة مشاعرنا دون الوصول إلى حلول عملية. كانت كل مشاركة تخلق شعورًا بالألفة، لكنها لم تفِ بالغرض. لم أكن أجد نفسي أتحسن، ولا الفريق كذلك.

المشاركة بلا فائدة عملية، مضيعة للوقت!

ما أتمناه هو أن نصنع بيئة عمل يكون فيها التدوين والتعبير عن التجارب أداة لتشجيع المبادرات، لا فقط لتوثيق المعاناة، بيئة تجعل من الحديث عن الألم خطوة أولى نحو تجاوزه لا مجرد تكرار له.

أتفق معك تمامًا أننا جميعًا بحاجة لأن نعيد تشكيل بيئاتنا، ليس بالصراخ من وجعها، بل بالوعي، والتراكم، والعمل الصبور على التغيير حتى لو كان بسيطًا ومحدودًا في البداية.

مشاركة الناس التجارب و المواقف و مشاكل العمل أو حتى مشاكل الحياة و الخواطر و المشاعر هي شيء جميل وفيد جدا بالمناسبة، قد لا يقدم حلولا و لكنه يقدم تجربة أو موقف نتعلم منه كيف نتصرف في مثل هذه المواقف او على الأقل نعلم انه قد تواجهنا مثل هذه المواقف أو المشاكل.

برأيي، ان الكتابة من أجل المشاركة هي بالنهاية فيها نوع من التعليم حتى لو لم تقدم حلولا.

أرى ان كلها فيها تعلم و تعليم للأخرين.

لا شك ان المشاركة إذا اكتملت سيكون فيها فائدة أكبر و لكن لا ضير من أن تكون هناك فائدة حتى لو قليلة بمعرفة التجربة نفسها.

بالتأكيد، و كما ذكرت سابقا ان المشاركة إذا اكتملت سيكون فيها فائدة أكبر و لكن لا ضير من أن تكون هناك فائدة حتى لو قليلة بمعرفة التجربة نفسها.

فإذا تحولت القصة إلى تجربة تعليمية مفيدة فهو شيء ممتاز و في حالة بقيت مجرد تجربة فقط فها جيد.

نعم المشاركة وحدها تكفي في كثير من الأحيان لأن الناس لا يبحثون دائمًا عن حلول بل عن من يفهمهم ويشبههم

مشاركة التجربة تخلق شعورًا بالأمان والانتماء وتفتح بابًا للحوار والدعم

الحلول قد تفيد لكن الصوت الصادق الذي يقول أنا كنت هناك قد يحدث فرقًا أعمق

في بيئات العمل الأثر الإنساني لا يصنعه الخبير دائمًا بل الزميل الذي يشارك تجربته دون ادعاء

شكرًا لروحك الجميلة التي ترى في المشاركة جسرًا للإلهام لا منصة للوعظ

مشاركة التجارب الغير ناجحة بوجهة نظري يأخذ نفس الأهمية المرتبطة بالتجارب الناجحة ، فيمكن لتجربة شخص فشل قضى فيها أيام أو حتى أسابيع ، ويطرح تلك التجربة توفر لي وقت وجهد وحتى أموال لأمر بنفس الخطوات ، فأفكر حينها ما الخطأ الذي أرتكبه هذا الشخص في مساره ، هل هو خطأ في خطوات معينة فأتعلم منه وأسلك هذا المسار أم خطأ في المسار بأكمله فأختار من البداية مسار مختلف ، التجارب ليس بالضرورة أبداً أن تقدم حلول ، ولكن تشرح تفاصيل التجربة بالشمل يجعل كل من يسعى لتجربة مشابهة على علم بما حدث ويكون أكثر إستعدداً .

لا تتردى فى الكتابة فهى بمثابة دردشة لتخفيف الضغط الواقع علينا يوميا ومتنفس لنستمر ,فكل منا يحتاج الى ذلك والى من يستمع اليه مجرد سماع فقط كاف لإزالة ذلك العبء اليومى فاستمرى على ذلك وايضا قد يكون الحل مصاحبا لكتابة المشكلة .

بالتوفيق إن شاء الله

المشاركة بحد ذاتها تمثل قوة كبيرة، لا سيما حين تأتي من تجربة حقيقية صادقة. فليس كل كاتب أو متحدث مطالب بأن يكون مرشداً أو صاحب حلول جاهزة، بل أحيانًا يكفي أن يكون صوت يعكس واقع الآخرين ويُشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم. في بيئات العمل، هذه المشاركة تُشجّع على الحوار والتفاهم، وتُسهم في بناء دعم معنوي يُخفّف من وطأة التحديات. لذا، أرى أن المشاركة الصادقة ليست فقط كافية، بل قد تكون أحيانًا أبلغ أثرًا من تقديم الحلول النمطية.


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

88.6 ألف متابع