عند التقديم لوظيفة جديدة، يدخل المترشح المقابلة وهو يحمل في قلبه رغبة حقيقية في الانضمام إلى الفريق، ليحقق أهدافه الشخصية والمهنية. في المقابل، لدى الشركة رغبة مماثلة في العثور على شخص يملك المهارات والخبرة التي تناسب احتياجاتها، ويساهم في نجاحها المستقبلي. كلا الطرفين يبحث عن التوافق، وهذا التوافق لا يأتي إلا من خلال فهما العميق لاحتياجات الآخر.
إذن، في قلب المقابلة، نجد أن المترشح والشركة ليسا خصمين يتنافسان، بل شركاء في عملية بحث مشتركة: المترشح يبحث عن فرصة لإثبات نفسه وتحقيق أهدافه، بينما الشركة تبحث عن الشخص الذي يمكنه تلبية احتياجاتها وتحقيق النجاح الذي تسعى إليه.
ولكن في بعض الأحيان، قد يُطرح السؤال الذي يمكن أن يضع المترشح في موقف صعب، مثل: "لماذا سنختارك أنت وليس غيرك؟" هذا السؤال، رغم كونه شائعًا في بعض المقابلات، يفتح الباب لمقارنة غير عادلة بين المرشحين ويعزز شعورًا مزعجًا بأن المترشح مطالب بإثبات تفوقه على الآخرين.
ففي الواقع، الإجابة على هذا السؤال قد تتطلب من المترشح تقليل قيمة الآخرين ليُظهر نفسه في أفضل صورة، وهذا قد يكون غير مريح وأحيانًا غير عادل. إذا كان المترشح قويًا بما يكفي في مهاراته وخبراته، فليس من الضروري أن يضع الآخرين في موقف ضعف. بل، يجب أن يكون التركيز على ماذا يمكنه تقديمه بناءً على قدراته الفريدة ومدى توافقها مع متطلبات الوظيفة، بدلاً من محاولة تفوقه على الآخرين.
المقابلة، في جوهرها، ليست مسابقة للتفوق على المتقدمين الآخرين، بل هي فرصة للتفاعل والتفاهم حول كيفية التوافق بين مهارات المترشح واحتياجات الشركة. في النهاية، كلا الطرفين بحاجة إلى الآخر. المترشح بحاجة إلى بيئة عمل تساعده على النمو والتطور، والشركة بحاجة إلى موظف يساعدها على تحقيق أهدافها. وبالتالي، إن الإجابة الحقيقية على هذا السؤال تكمن في الفهم العميق لهذه العلاقة المتبادلة، وليس في تسفيه الآخرين أو التقليل من شأنهم.
التعليقات