يتكيف جسدك مع ما تأكله ويتكيف عقلك مع ما تستهلكه وتتكيف روحك مع ما تحب
ما تطعمه لنفسك اليوم هو من تصبح عليه غدًا
يتكيف جسدك مع ما تأكله
جسم الإنسان يتكيف مع النظام الغذائي المتبع وهذا ما يؤثر على الصحة والطاقة وحتى الحالة المزاجية ومنه التغذية الصحية ستحسن المناعة والطاقة بينما تناول الأطعمة غير الصحية قد تسبب أمراضا مثل السمنة والسكري، للأسف اليوم أغلب نظامنا الغذائي يتركز على المأكولات السريعة والمعلّبات والمضافات الغذائية والملونات، ونحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل والعديد من العادات الغذائية السيئة ستعود للظهور مجددا بعد غياب، فمثلا توجد العديد من الأكلات المسرطنة والتي لا يستغني عنها الصائم في مائدة الإفطار.
ويتكيف عقلك مع ما تستهلكه
عقولنا لا شك أنها تتأثر بالمعلومات التي نقدمها له من خلال قراءة الكتب والمقالات والأخبار ومتابعة المحتوى المرئي وغيرها فاستهلاك المعرفة المفيدة يوسع الإدراك بينما التعرض المتكرر للمحتوى السلبي قد يؤدي إلى التشاؤم أو القلق والتوتر، وخاصة متابعة المحتوى القصير من خلال فيديوهات الريلز القصيرة والتي هي السبب رقم 1 في إضعاف التركيز لدى الكثير من الشباب اليوم، ويصبح عقل المرء غير قابل لتقبّل الأفكار والفيديوهات الطويلة ويصبح يرغب فقط في الاختصار ممّا يضيع عليه الكثير من المعلومات المهمة.
صحيح أن التغذية تؤثر على صحة الجسد، والمعلومات تؤثر على الفكر، والمشاعر تشكل الروح، لكن الإنسان لديه قدرة على الانتقاء والتكيف وليس مجرد كائن سلبي يتأثر تلقائيًا بما يستهلكه. فمثلًا، قد ينشأ شخص في بيئة مليئة بالأفكار السلبية، لكنه يستطيع بوعيه أن يرفضها ويصنع لنفسه هوية فكرية مختلفة.
كنت أعتقد في فترة من حياتي أن القراءة المستمرة في مجال معين ستجعلني خبيرًا فيه بسرعة، لكني أدركت لاحقًا أن المعرفة الحقيقية لا تأتي فقط مما نستهلكه، بل مما نطبقه ونناقشه ونختبره في الواقع. بنفس المنطق، قد يأكل الشخص طعامًا صحيًا، لكن دون أسلوب حياة متوازن لن يصل إلى صحة مثالية.
أتفق معك ان الإنسان شخص انتقائي إذا كان مجبوراً على التعايش في بيئة سلبيه .ولكن إذا اخذناها بالواقع الذي يحدث فمثلاً الصداقات أو ماتقرأه بإستمرار أو مثلاً مشاهدة محتوى حزين لفتره طويله فهذا يؤثر مع الوقت دون إدراك .
فعن تجربه فعلاً كنت اظن من قبل أنني شخص لايمكن لشيء أن يؤثر عليّ وأنا مقتنع في داخلي بقناعات أخرى مخالفه لما يدور في يومي فمثلاً اصدقائي أو الناس الذي أتحدث معهم بإستمرار وهم فعلاً سلبيين واذا قلت نسبياً متشائمين كنت أظن حينها أنني أستطيع ان اؤثر عليهم وتغيير تفكيرهم وطريقتهم في رؤيه الأشياء .ولكن حقاً ليس هم بل أنا مع مرور الوقت ولفترة طويله ألاحظ على نفسي فجأه متغيره حتى نفسيتي سيئه .
لذلك من وجهة نظرية الإنسان يتأثر بما يدور حوله إذا لم ينظر لكل مايحدث بالمنظور الحقيقي ليستطيع ان يتجنب مالا يناسبه .
أنا أعتقد أن الواقع يسهم في تشكيل الإنسان أكثر مما يستهلكه عقله، فمهما قرأ الإنسان عن أهمية الحق والعدل، فتعرضه للظلم مرة في أمر مهم قد يجعله ينسى كل ما قرأه، بل أحياناً يصير الضحية هو الجلاد، ونرى ذلك إن تعرض الشخص للظلم فترة طويلة في مجال عمله، ثم حصل على ترقية، ففي الغالب سيتعامل بنفس الطريقة التي عومل بها مع من هم تحت قيادته، رغم أنه كان في يوم ما يعارض ذلك ويعاني منه.
التعليقات