حين تبصر عيناك شبح الموت ماثلًا أمامك، وتغمر الفوضى المكان، ويعلو الصراخ في كل زاوية، وترى الجميع يهرولون يمنةً ويسرة، لا وجهة لهم سوى النجاة، باحثين عن يدٍ تمتد إليهم، عن معجزة تؤخر النهاية… حينها فقط، تدرك أن حياتك، بكل تفاصيلها، بكل من فيها، ليست إلا ظلاً ممتدًا من نفسك، وأن وجود الآخرين كان وهمًا مؤقتًا تتكئ عليه لتشعر أنك لست وحيدًا.
فأين هي النفس؟ تلك التي لطالما أنصتّ لوجعها وهمست لها بالعزاء؟
وأين الأحبة؟ أولئك الذين وعدوك بالبقاء؟ أين دفء حضورهم حين يبرد الجسد وتفتر الأنفاس؟
وأين هو الحب؟ ذاك الذي تغنيت به، والذي لم يثبت حضوره بين نبضات الحياة؟
وكل ما كنت تعيشه، لم يكن سوى تكرار لاسم لا يعلم عنك شيئًا، لا يسمع نداءك، ولا يفقه صمتك.
من ينقذ جسدًا يتهاوى؟
من يوقف الموت إذا كان حتى الطبيب يرتجف، يصرخ، ويهرول مع الجميع؟
من ينتشلني إذا خانني كل من وثقت بهم؟
من يُنقذ جسدي؟
من يُنقذ جسدي؟
التعليقات