في حوار مسلسل عمر أفندي المعروض مؤخرًا، وصف البطل زمننا الحالي بأنه سريع بشكل زائد عن اللازم. الناس فيه يركضون وراء كل شيء وكأن ذلك مفروض عليهم، مع أنهم هم من اخترعوا هذه المتطلبات ووضعوا تلك المعايير العالية للنجاح.

لا يستطيع أحد إنكار ذلك، عنده كل الحق؛ فهذا العصر هو عصر التوتر والقلق بسبب السرعة المُبالغ فيها. لا يحتاج ذلك لإثبات. يكفي أن ننزل إلى المدينة ونرى كيف يركض الناس ليلًا نهارًا لتحقيق النجاح. بعضهم مغلبون على أمرهم والبعض الآخر فعليًا يركض وراء أشياء ليست مطلوبة منه ليحقق النجاح ويصل إلى ما وصل إليه غيره، والشيء المشترك بين هذا وذاك هو أنّ كليهما يشغله التفكير بالمستقبل ولا يمتلك الجرأة ليتوقف في الوقت الحاضر هُنيهة ويفكر فقط أو حتى ليستمتع باللحظة.

لذلك الحل في إجبار أنفسنا على الإبطاء. كلما لاحظنا أننا انغمسنا في الركض كثيرًا فإن أحسن ما نقوم به هو أن نبطئ عمدًا. ممكن أن نتجه أيضًا إلى التنفس بعمق أو ممارسة التأمل أو الذهاب للمشي في الطبيعة. والنتيجة لذلك ستكون تقليل التوتر ، وحين يقل التوتر يصفى الذهن ويمكن التفكير والبحث عن حلول مُجدِية للمشكلات، وتقييم الخطوات بدلًا من السير الأعمى في اتجاه خاطئ أو لا يناسبنا.

هل هنا من هو مثلي يشعر بأنه مسرع في الحياة رغمًا عنه؟ وكيف تبطئون سرعتكم؟