فى نظرى أن الكلام عن العلماء والمعلمين وأنه يجب إعادة احترامهم وإعطائهم مكانتهم التى تليق بهم لن يجدى نفعًا ولن يحقق غايًة،،

طالما لم يسبق هذا الكلام بالكلام عن العلم نفسه  وعن قيمته فى حد ذاته ،،

فالعالم والمُعلم إنما يستمدان قيمتهما ومكانتهما من قيمة العلم الذى يعلموه فإذا ارتفعت مكانته فى أعين الناس ارتفعت منزلتهما وإذا هانت مكانته قلت مكانتهما وهانت هى أيضًا ،،

ذلك العلم الذى هو أعلى القيم وأسمى الفضائل والتى بها يكون الإنسان إنسانًا والتى بها دون غيرها يتميز عن سائر الكائنات والمخلوقات ،،

وكما يقول الامام أبو حامد الغزالى رضى الله عنه أن شرف الإنسان بشرف العلم ،،

دون غيره وإلا فإن أضعف البهائم لهى أقوى منه جسدًا وأعظم منه حجمًا أضعافًا مضاعفة فلو كان شرفه وميزته بقوته الجسدية لكانت البهائم أفضل منه،،

ولو كان شرف الاتسان بمقدار ما يأكل وما ينال من لذائذ الحس لكانت البهائم أفضل منه وأشرف فهى تأكل أيضًا أضعاف ما يأكل لكنه العقل والعلم الذى ميزه الله بهما على ما سواه من مخلوقات وأجناس ،،

وعلى هذا  فإذا أرادت هذه الأمة أن تقوم لها قائمة فيجب عليها أن تجعل من العلم أولى أولوياتها وأن تضعه  فى أعلى مراتب اهتمامها لا سيما وأنها أمة العلم أمة اقرأ الأمة التى اختصها الله عز وجل بكتابه الخاتم القرآن الكريم فإذا فعلت نالت ما أرادت وإذا لم تفعل فمصيرها الزوال والأفول