تقول أحلام مستغانمي:
حين كتبت
"إن لحظة حب تبرر عمراً كاملاً من الإنتظار"
ماكنتُ قد قرأت بأن ميخائيل نعيمه أحب أثناء دراسته فتاة روسية ولم يتزوجا
بعد ثمانين عام كتب في وصيته:
"اتركوا باب الضريح مفتوحاً ،،، لعلها تأتي .
أمام كل موقف وقصة أراها عن الحب بصراحة لا أعلم هل بالغ هؤلاء في الحب حتى فقدوا أنفسهم، أم أن الأمر يستحق فعلاً، ولا أدرى لو كنت مكانهم كيف أتصرف، هل هناك قدرة على التعافي فعلاً فقدها هؤلاء أم أن الأمر صعب لا سبيل للتعامل معه.
قرأت اقتباسًا من أحد الكتب يقول:
"" الشعراء هم بلا شك أشد قلقاً من الناس العاديين، وأعصابهم أكثر هشاشةً من بقية الخلق، قد يعيشون بهجةَ التسامي على المبتذَل، ولكن أحزانهم أيضا لا تعرف حداً، وهو ما يدعو إلى أن يفكر المرء جيداً : إذا ما أراد أن يكون شاعراً ".
قد لا يكونون -بنظرهم هم- قد بالغوا في الحب أو غيرها من المشاعر، ولكن لا أعلم، أعتقد أن هناك ارتباط وثيق بين الكتابة وفرط العاطفة، مثلًا أنا حدث معي العكس، شخصيتي العاطفية هي التي دفعتني للإرتباط بالكتابة والشعر والأدب، حيث أشعر أن هناك أشخاص يمكنني أن أجد تشابهًا بين قلبي وقلوبهم السخية أيضًا، ومن ناحية أخرى أشعر أن القلم لن يخذلني، لن يسلط اصبعه عليّ ويتهمني بالمبالغة والتصنع كما يفعل البشر، أحيانًا أظن أن بي خطبًا ما، عندما أرى الجميع جامدًا أمام موقف معين وأنا أكاد أتهدّم!
هل تعتقد أن الشعراء أكثر شعورًا وعاطفة من غيرهم فعلًا؟
هل الشعراء أكثر شعورًا وعاطفة من غيرهم؟
من ناحية، يمكن القول نعم، فهم يمتلكون قدرة فريدة على استشعار الأمور بعمق أكبر. هذا العمق العاطفي يجعلهم يتأثرون بأدق التفاصيل، وينعكس ذلك في أعمالهم. الشعراء يجدون في الكلمات وسيلة للتعبير عن مشاعرهم المكثفة، سواء كانت سعادة غامرة أو حزنًا عميقًا. تلك العواطف المتدفقة تمنحهم القوة للإبداع، لكنها أيضًا تجعلهم أكثر عرضة للقلق والحزن.
من ناحية أخرى، ليس جميع من يمتلكون حساسية عاطفية يصبحون شعراء. فالكثير من الناس يشعرون بعمق، لكنهم قد يختارون وسائل أخرى للتعبير عن مشاعرهم، مثل الرسم أو الموسيقى أو حتى من خلال التفاعل العاطفي مع الآخرين. إذًا، ليست العاطفة بذاتها هي ما يُميز الشاعر، بل القدرة على تحويل تلك العواطف إلى كلمات تحمل معاني وتجارب إنسانية عميقة.
أنا متفق تماماً معك في الرأي بكل ما ذكرتيه عن الشعراء هنا، ولكن لا يزال عندي نفس التساؤل، المشكلة أو الموقف أو حالة التعلق التي صنعت لهم أزمة هل هي تستحق هذه الاستجابة النفسية أم أنهم بالغوا بحكم فرط الشعور عندهم؟
هذا التساؤل يراودني أنا يضًا والحقيقة أنني ما زلت لا أجد له جوابًا شافيًا، أحيانًا عندما أراقب الناس من حولي أشعر أنني أبالغ وأضخم المشاعر، وأحيان أخرى مع نفسي أشعر أنني أعطيها حقها.
ربما الناس أصبحوا عديمي المشاعر لدرجة أن يروا الشعراء مجرد أشخاص مبالغين ومتكلفين..لم لا؟!
التعليقات