مضى وقتٌ لم أكتُب، وقتٌ ربما ليس بالكثير.. ولا بالقليل أيضًا..
باغتتني عواصفُ أقدارٍ لم أحسب لها حسابًا ولم أتوقعها يومًا، مرَّت بي وكأنها تتخللني، تنغرس شظاياها في عظامي، بينما تضرب خيوطُها رأسي حتى يفقد توازنه..
تساءلتُ لمَ انقادت تلك الأقدار نحوي؟! ما الدرس الذي تريدني أن أتعلمه بهذه الطريقة بالغةِ القسوة؟ أم أكون أنا من أذنبتُ بسَيْري نحوها مُغيِّبةً عقلي وكأني لم أنتبه؟!
أدرك في أعماق قلبي أن الله لا يظلم ولا يُقدِّر شرًّا، لكن الأقدار في بعض الأوقات تكون غير مألوفة ولا متوقعة، وتلك هي التي نقف أمامها عاجزين عن الاستيعاب، تتخبَّط أفكارنا، وتتأرجح مشاعرنا بين استياء وتسليم..
الحقيقة المُسلَّم بها هي أن الوقت يمضي أيًّا كانت قراراتنا، سواء أبينا أم رضينا، هو يمضي حاملًا معه الأقدار والأيام وخواطرنا الداكنة..
إن استطعنا التخلي عن الكِبر وحاولنا القبول والتسليم، قد لا تنقشع الغمة في التوّ، ولكن يخفُّ ثقل الأحمال عن كاهلنا، تتسلل إلى قلوبنا سكينة وهدوء ربما لم نشعر بهما من قبل، نشعر وكأن كل شيء قد هان، فالحياة الدنيا بأكملها ستفنى يومًا ما، وهناك حياةٌ أخرى سنذهب إليها، هي الحياة الحقيقية الدائمة بلا نهاية، هناك لن نحزن أو نتألم، في أجمل مكان سنلقى أحبابنا الذين اشتقنا إليهم وسنبقى سويًّا لا يفرقنا شيء..
فلماذا نحزن على هذه الحياة المؤقتة؟!
مسموحٌ أن نحزن، ولكن لنجعل حزننا لا يطول.
التعليقات