عندما تساعد أحدهم وتتعثر، أو تُخطِئ الطريق، أو لا تُوفَّق في الأسلوب، وأنت تنسحب، أصلِح إن أحدثتَ فوضى، وأفصِح إن تركتَ غموضًا، وبَيِّن حديثك إن صنعت لديه أسئلة. غادِر بلطف، ولا تترك وراءك عقبات تثقل طريقه لتثبت له أن الخطأ خطؤه أو أنه فاسد فاشل.

إذا اضطررت إلى المغادرة، فغادر بروح النبلاء، وضع بين يديه دواء الأطباء، وودِّعه بنصائح الحكماء، واترك له من العُذر والمكانة ما يحفظ وُدَّك.

لا تُكثر الكلام عن فعلك ما لم تضطر، واجعل الحكمة أبلغ من العتاب. ولا تجرحه بقسوة لتُشعره بفضل وجودك، أو لتوهمه أن لولاك لتغيّرت أقداره، وإن كنتَ فعلًا قد فعلت ما يعينه، فأحسِن، فلعل ثمرة جهدك تأتي مع السنين.

دع أمره خفيفًا، ولا تُعقِّده أكثر مما هو عليه، حتى لا يردّ لك القدر معاملة تشبه ما صنعت.