بالنسبة لي، أمران لا ثالث لهما، لا يوجد في الدنيا ما هو أجمل منهما؛ أن تكون بصحبة شخص تحبه، أو أن تكون بصحبة كتاب.

بالطبع قد يجادل أحدهما بالحديث عن الصلاة، أعتقد أنها تنتمي إلى نفس الشعور بأنك تقرأ كتابا، فقراءة القرآن شرط أساسي لتمام الصلاة عند المسلمين، أو القراءة من أي كتاب مقدس عند غير المسلمين، حيث يظل الكتاب حاضر، وقد كانت الديانات البشرية ذكية بحث لم تغفل، لا الكتب، ولا الفعاليات البشرية التي توطد العلاقات الإنسانية بين البشر (رمضان والعيد والمولد على سبيل المثال، والإخوة المسيحيين لديهم مجموعة جميلة من الاحتفالات التي يطيب لها القلب).

وقد يجادل آخر، حول فعل الاختلاء إلى نفسك، ولكن، أغلب الحالات التي تختلي فيها إلى نفسك، دون صلاة، ولا كتاب، ولا تأمل في المحيط أو بهجة عابرة، أو الاستماع للموسيقى، أو مشاهدة فيلم، أو ممارسة عمل أو نشاط، أو حتى التجول على الشبكة (لأنك تقابل شخوصا بها)، فأنت إما سوف تصاب بالجنون، أو تقدم على الإنتحار، أو تدمن المخدرات، أو شيء من هذا القبيل على كل حال.

قد يجادل أحد حول جمال السينما، الطعام، بالنسبة لي، أحب السينما والطعام تقريبا بالقدر ذاته في حبي للكتب، ولكن الطعام هو لذة تحتاج إلى صحبة، تماما مثل ممارسة الجنس، وكما يقول المثال، جنة من غير ناس، ما تنداس. الملاهي والزينية والملهيات والاحتفالات تحتاج إلى أشخاص تحبهم تشارك معهم كل هذا، لهذا الرسول قبل الهدية. الموسيقى قد تكون هي الشيء الوحيد المستثنى من ذلك، كما أنها غير مرتبطة بالكتب الأدبية على غرار ما نجد مع السينما أو المسرح.

طيب .. نحن إلى حد كبير، متفقين أن الكتب شيء جميل، وخير جليس في الحياة كتاب، الكتب تجعل الحياة أجمل، سواء كان ما بها جميلا أو قبيحا، فلو كان جميلا تمنيناه، ولو كان قبيحا شكرنا على ما نحن فيه من نعمة.

لهذا أنا مهتم، ومن أجل تحسين تجربة القراءة، وكل الفعاليات ذات الصلة بالقراءة (اقتناء التحف والهدايا، أو مشاهدة الأفلام على سبيل المثال) بثلاث أمور أساسية

أولا الابتعاد عن الصوابية السياسية، بكل ما فيها من حمولة مذهبية (أيديولوجية) تذهب بشيء جميل مثل الأدب، إلى أغراض تخص فقط أصحابها، مثلا، بعض الدراسات الجامعية في الغرب، تحرص على تهميش أو إزالة كل ما يتعلق بالحديث عن ما قد يشير إلى توجهات ذكورية في مسرحيات شكسبير!. أقول له، لا لا، كنت سأقول ما لا يصح قوله هنا، ولكن مغزاه، وما شأن هذا المراجع. هو لا يكتفي بالتهميش، بل وأحيانا، يراد من ذلك، التعديل على مسرحيات شكسبير وإخراجها بصورة أخرى تليق بها وتلائم المجتمع. وهذا غير مقبول بالمرة، اقبل الشيء كما هو، أو ارفضه كما هو، أعقد هذا نوع من التدليس.

ولأن السياسة مليئة بالهموم، وأنا همي الأول هو القارئ العزيز، أنا محتار فعلا، وأحتاج إجابة منكم، وغالبا سوف أفعل ذلك، وهو أن أزيل قسم السياسة من الأقسام الرئيسية، وأضمه إلى العلوم الاجتماعية، واستبدله بأحد قسمين كنت متحير في تخصيص مكان لهما؛ علم النفس بمعزل عن علوم الاجتماع، ثم آثرت الإبقاء عليه هناك. وقررت أن أبدل السياسة، بـ الإعلام.

يتضمن تصنيف ديوي العشري، الأشهر من نار على علم، والسائد في المكتبات عشر أقسام رئيسية، وسمي العشر لأن كل قسم يتفرع إلى عشرة، وهكذا إلى عشرات وعلى نحو مرقم يتسم بمقدرة كبيرة على خلق نظام.

الأقسام الرئيسية في تصنيف ديوي العشري هي

1-الفلسفة

2-الديانات

3-العلوم الاجتماعية

4-اللغات

5-العلوم البحتة

6-العلوم التطبيقية

7-الفنون

8-الآداب

9-التاريخ والجغرافيا والتراجم

10-المعارف العامة

قمت أنا وباجتهاد شخصي، بعمل تصنيف جديد يتكون من ستة ثنائيات مشتملة على اثنى عشر قسما رئيسيا في مكتبة القاهرة/

1-الآداب

2-الفنون

3-الاقتصاد

4-القانون

5-الاجتماع

6-التاريخ

7-الفلسفة

8-الديانات

9-اللغات

10-الرياضيات

11-العلوم

12-الإعلام

الآداب والفنون لأنهما أساس الترفيه الراقي في هذا العالم، العلاقة بين القانون والاقتصاد واضحة هما المحركان الفعليان لهذا العالم، بالإضافة إلى العلوم والإعلام وسرديتهما الطاغية اليوم. اللغات والرياضيات هما علما الرموز، ولا زال يحظيان باستقلال نائي عن أي تمذهب (حتى ولو زعم كل شعب أن لغته هي الأرقى، لازالت اللغة تؤدي غرضها؛ التعبير والتواصل). الاجتماع والتاريخ هما أساسا العلوم الإنسانية (المتعارف عليه أن العلوم الاجتماعية الأربعة الكبرى هي علم الاجتماع، علم النفس، الاقتصاد، وعلم الإنسان أو الأنثروبولوجي، لذا قد يكون تصنيفي مختل إلى حد ما). وأخيار الديانات والفلسفة، أقدم سرديات سائدة لليوم في العالم.

الشيء الثالث الذي أود التركيز عليه، هو أن تكون كل الكتب جيدة، مفيدة أو ممتعة، أو فيها شيء قليل حتى من هذا أو ذاك، لذا، جميع الكتب على مكتبة القاهرة هي قراءات ومطالعات شخصية لي أنا. أخذا في جزء من ذلك، بنصيحة خصمي العتيد ياسين أحمد سعيد الذي لا أنك استكشف نصائحه القيمة لي أو لغيري.

آرائكم؟