لا أحبذ الخلافات، أخاف من أن تفقدني أحباتي، والراجح في بغضي لها، هو أنني كتوم، لا أجيد العتاب، إن عاتبت أنفعلت، وأنجارفت وراء عاطفتي، من خوف الفقد، الحزن الذي نشب بداخلي بسبب هذا الخلاف، لذا أنهي كافة الأمور بداخلي أولاً قبل أن أنهيها مع هذا الشخص لتصفي نفسي، ولا تحمل مشاعر، كلمات، متكظة بفؤادي نحوه، وهذا ما أفعله دائماً مع من أحب خوفًا ما أن يفقد بداخلي.
الخلافات
الخلافات جزء من الحياة. جزء من العلاقات الإجتماعية. و إن محاولة إرضاء الناس دائماً على حساب راحتنا النفسية أمر ضار.
المطلوب حين التعامل مع الناس الخلق الحسن، حتي حين نختلف يجب مراعاة الفضل الذي كان بيننا ذات مرة.
منذ فترة قرأت لك مساهمة بعنوان: المحب الخجول. وكانت عن اثنين بحسب ما أتذكّر يتلذذان بحب بعضهما بدون كلام وإخبار وهذا كان يشكّل غيظ بينهما - يومها كنت أريد التعليق على هذا الأمر بأنه قد يبدو أمراً رائعاً بالحالة الرومانسية ولكن كحياة إن طالت هذه الطريقة والعقلية فهذا قد يسبب مشكلات كثيرة، مشكلات من هذا النمط الذي في هذه المساهمة، أريد أن ألفتك أن الكتمان أحياناً لا يكون صفة شخصية بقدر ما يكون ضعف مهارة، ضعف في مهارة التواصل والتعبير عن ما نريد، وهذا الأمر طبيعي ومنتشر في الكثير من أصدقائي، يحتاج فقط إلى تمرين كأي شيء آخر. أطرح تقنية ساعدتني مرة على التغلّب على هذا الأمر لتجنّب الخلافات وغضبي المفاجئ المتزامن مع ردات فعل من الناس لا أحب التعرض لها، التقنية اسمها تقنية المرايا: وهو أن تتكلمي ٣ دقائق مع نفسك أمام مرآة أو بشكل سيلفي على الموبايل وتعيدي صياغة ما تريدين قوله على الأقل ٣ مرات كتدريب لكي تقوليه بشكل رائع وتتجنبي الخلافات، الدماغ لا يفرّق بين الحقيقة والخيال، لذا حين تقولين ما تريدين قوله أمام المرآة بشكل طبيعي ولا تحصل ردود يطمئن وتصبح هذه الطريقة عندك عادة وتستطيعين تحصيل المهارة بمدة أقل من ٧٠ يوم، يقال أن اكتساب عادة جديدة يحتاج إلى ٦٦ يوم بالمتوسط بحسب دراسات كثيرة.
لا أحبذ الخلافات، أخاف من أن تفقدني أحباتي،
إن كان خلاف واحد سيسبب فقدان وقطيعة فعلى الأغلب أن تلك العلاقة لم تكن متينة لدرجة كافية لتجاوز صدمات الحياة المختلفة وتستمر، فالخلاف لابد منه هناك مثل مغربي مفاده (الأمعاء في البطن وتتصارع) أي أنه لا مناص من الاختلاف في الرأي أو حول موقف أو حتى بسبب تافه لكنه خلاف، لذلك يجب أن تكون عقولنا واعية ومدركة بأن الخلاف شيء عادي نمر به في مختلف علاقات الاجتماعية، وحتى لا تكون تلك العلاقة معرضة للقطيعة أو فقدان الأحبة كما ذكرتي.
التعليقات