يقول روبرت كيوساكي في الأب الغني والأب الفقير أن الطالب في الثانوي، عمره 16 سنة يمكن أن يدخر كل شهر 100 دولار، يضعها في محفظة استثمارية بنكية، تربحه 4 في المئة سنويا، بوصوله لعمر الستين يصبح في محفظته مليون ونصف دولار، وهذا يحيلني للتفكير، إذا كان الطفل يمكن أن يحقق هذه الثروة، فلماذا لا يمكن للمرأة الماكثة بالبيت أن تحقق ثروة مشابهة بنفس الطريقة على الأقل؟

تستوقفني سيرة السيدة خديجة المالية كامرأة مختلفة في زمن كل الأغنياء فيه رجال، كيف حققت ثروتها دون أن تخرج للعمل بنفسها، وأسأل دوما، ما هو الفرق بين السيدة خديجة وبين أي امرأة ماكثة في البيت، على تلك النساء اللواتي يمكن إرثا ومالا مسبقا؟

من قراءاتي في المجال، وجدت أن أغلبنا لديه تفكير مغلوط جدا حول المال والثروة، والمرأة العربية بالتحديد لديها خلل كبير في فهم طرق بناء الثروة، نحن نعتقد أنها تأتي عن طريق رأسمال كبير، واستثمار في تجارة، وأن المرأة لا يمكنها أن تحقق اكتفائها المالي إلا بخروجها الكامل للعمل خارج المنزل، بينما في الحقيقية يمكن أن تحقق هذا الاكتفاء بطرق أخرى، أبسطها العمل بدوام جزئي وبالساعة من المنزل، لكن هل يمكن أن تحقق اكتفاء بدون عمل من المنزل أيضا؟

نعم في اعتقادي، يمكنها ذلك، من خلال الادخار والاستثمار، واحدة من أسوء أفكارنا حول المال هو اعتقادنا بأن بعض أنواع المال فقط هي التي تحقق الثروة، وهي مال التجارة ومال الاستثمار، لكن ماذا عن مال النفقة، مال الإرث، مال الإعالة الذي يمكن أن تقبضه من الزوج..الخ، الأسوء من هذا أننا نميز بين المال الذي يأتي من الوظيفة والمال الذي يأت من الزوج، فتجد أغلب النساء التي تقبض مال من زوجها، تصرفه في شراء ماركات عالمية من الأحذية والحقائب الغالية بدم بارد، لكنها تشفق على مال الوظيفة وهذه كارثة، لأنه لا يهم من أين يأتي المال وما مصدره ولكن الأهم هو أين يتم وضعه.

في رأيك أنت: هل فعلا يمكن للمرأة الماكثة في البيت أن تحقق الثروة أو على الاقل الاكتفاء المالي؟ إذا كنت تعتقد بهذا فعلا ماهي الطرق لذلك؟ وماهي العوائق التي تواجهها في هذا؟