الفقد نعمة

نعم، الفقد في بعض الأحيان قد يكون نعمة، ولكن لا يدرك الإنسان أنه كذلك، سيبقى الألم في البداية كما هو، ولكن ستداويه الأيام، ويعوضه الله بشيء أخر، هذه حكمة إلهية وقد لا يفهمها الإنسان مطلقا، أو يعرفها في الوقت المناسب، ولهذا المؤمن مطلوب منه دائما أن يسلم بقضاء الله، ويدعي بأن يلهمه الصبر وأن يربط على قلبه.

الفقد ليس مطلقاً بل نسبياً، فهو يعتمد على نوعه وظروفه وتأثيره على المرء. فبعض الفقود قد تكون نعمة وبعضها قد تكون نقمة. والمهم هو كيف نتعامل مع الفقد، هل نستسلم له أم نتغلب عليه؟ هل نجعله سبباً للضعف أم للقوة؟ هل نجعله عائقاً أم دافعاً؟

في الحقيقة أحيانصا يكون الوجود أكثر ضررًا من الفناء، هنا سيكون الفقد أقل ضررًا، وفي كل الأحوال أمر المؤمن كله خير، ولكن الفقد يبقى فقدًا، هناك لحظات سينطوي فيها الإنسان على نفسه كيرقة، ويبكي وحده.

الفقد نعمة فقط إذا أدركنا وتدبرنا الأمر وحاولنا الفهم لما فقدنا فكثيراً ما كنا نتورط في علاقات سامة دون أن ندرك ذلك ويدبر الله أمراً نفقد فيه هذا الشخص الذي تعلقنا به بشكل غير صحي ورغم رفضنا للفراق لكن مع الوقت ندرك أن ما حدث هو أفضل شيء حدث لنا

هناك حالات بالفعل يكون فيها الفقد كسبًا ولكنّنا لا نشعر. فعندما نفقد من يؤذينا ويدمّرنا هذا ربح وعندنا نفقد من يسبّب لنا شحنات من السلبيّة والحزن فهذا أيضًا مكسب. ولكنّنا بتركيبتنا النفسية دائمًا ما يقترن الفقد لدينا بالحزن ولهذا السبب نجد أنفسنا نحزن عندما نفقد حتّى من آذانا. ومن هنا علينا أن نعتمد أسلوب التحاور مع ذاتنا من أجل فهم أنفسنا وفهم ما يحصل لنا.