أنه لأمر طبيعي أن تجد من يخاف من الفشل طبيعي جداً ولكن أن يخاف أنسان من النجاح هذا أمر يستدعي الى أن جميع المؤسسات التي تحاول جاهدة في فهم غرائبية وغموض بعض زوايا النفس البشرية الى أن تُجد في فهم أنى للأنسان أن يخاف من النجاح ما دوافعه وأسبابه وهل هي مبررة بأتقان الحقيقة أن مسألة كهذه لن تُحل لأنه لا يمكنك أن تُصلح الصالح كما يقول شكسبير لأنه صاحب هذه المشكلة لا يعدها مشكلة في أصلها، ولكن كونه أمر شائك الى هذه الدرجة يعني أن بين طياته الكثير من الأسرار في دوافع الأنسان الخوف من النجاح عوضاً عن الشرح العلمي لها يمكن حصرها أنه الأنسان يظن أنه يستطيع ومتيقن أنه سينجح ولكن يرضى بنجاح قليل، وهل نستطيع أن نلزم أحدهم أن ينجح بالكثير من الامور لا طبعاً لأن النجاح من منظور منطقي النجاح يعني قضية اخرى فلو مثلاً نجحت في شراء سيارة غالية أُنتجت منها قضية تصليحها وتزويدها بالوقود وغيره من الأمور المتعلقة بها ولكني لا أتكلم عن جماد بل أتكلم عن أنسان يرضى بكل ما عنده من فهم ومعارف وتجارب أنه يرضى بالنجاح القليل حقيقة أستطيع في زمني هذا أن أسئل أحد المساعدات الخوارزمية للمحادثة مثل "شات جي بي تي" لمعرفته وقد سألته مرات ومرات وفيه حيثية معينة ولكن تأبى كل الردود ان تقول أن رد هذا الحاسوب صحيح، أليس النجاح هو ما يبتغيه الأنسان فكيف يرضى بالقليل كيف أستطاع من لديه في داخل كينونته العقيدة التي انعقدت بقلبه وعقله وتشربها أنه لا يود النجاح الكثير بل بعضاً من نجاحاته الأمر يشبه من يستطيع أن يبني الكثير ولكن لا يقول لنفسه أهتمي بالقليل أظن هنا أنه مرتبط به الخوف من التغيير وما يعرف وتم ترجمته تقنياً خطأ بدائرة الراحة يظن من أنه يخاف من النجاح بعقليته أنه قادر وأن وقع في دور هو راسمه ويعرف حيثياته وخفاياه أنه سينجح وهنا يكمن ما يسميه الناس "الميدان" ولكن لو فعلاً كان هذا الشخص يستطيع أن ينجح ولكنه لا يود رضي بالقليل زهد بالنجاح وأعطاه غيره مع أن القائمة تستوعب وتشمل الكثير فالنجاح للجميع وأنا أكاد أجزم أنه بين الناس الآن الكثير ممن يخافون من النجاح يخاف من أن ينجح وليس يفشل يخاف أن يجد عمله له أثر على أرض واقعه، أن الأنسان فلسفياً يود ترك أثر يخاف من الفناء بلا أثر وهذا الشخص الخائف من النجاح زهد بالأثر ولسان حاله يقول نجحت "ثم ماذا؟" يستبق كل شيء فيما يخص نجاحه قد يكون بين هؤلاء الخائفون الشجعان فعلاً حلول لأمور كثيرة ولكن لن نستطيع أن نقرأ إبداعاتهم وفكرهم وتجاربهم لأنهم ببساطة يخافون من النجاح.
الخوف من النجاح
من يخاف من النجاح هو الشخص الذي لا يريد ان يغادر منطقة الامان.
هو ليس لا يريد النجاح ولكن لا يستطيع الخروج من منطقة الراحة، هو يحس بالراحة والسكون في حالته الطبيعية ولا يريد ان يغامر ويخرج من منطقة الراحة ويجرب النجاح ونجارب جديدة.
اصحاب الكريزما القوية واصحاب التجارب هم من يبحتون دائما عن النجاح لانهم تدوقوا طعمه وعرفوا انه يعطي رونقا للحياة والمسيرة المهنية ويجعلك دائما متفوق.
من يخاف من النجاح فهو بالأصل يخاف مما سيعود عليه من وراء هذا النجاح، المسؤوليات التي ستظهر وتضاف على عاتقه، حتى أن هناك أشخاص لا تريد النجاح من الأساس، هي فقط تريد أن تستمر بنفس الوتيرة وبنفس الأداء دون تحسين، لا تحب التغيير وتظل كامنة بمنطقة راحتها، وهي بالنسبة لها راحة تامة، هؤلاء الأشخاص لا يريدون التجربة ولا يريدون مسؤوليات أكثر، قد تجدهم حولك في الحياة العادية، زميل روتين حياته بدائرة واحدة ولا يطمح حتى للعب دور شطرنج أو طاولة معك، أو زميل عمل، يخشى من الترقية لما ستأتيه من مسؤوليات وجعله تحت ضغط وتحت الأنظار.
وهذه فروقات فردية، فمثلما ستجد هذه العينة ستجد أشخاص لا تحب الدخول بمنطقة الراحة أبدا، يريد أن يحصد نجاحات بأي مجال وبتعلم أي شيء يفيده ويجد متعته بذلك، بالتحديات والنجاحات والتغيرات التي يمر بها.
كان لي صديق يعمل كرائد أعمال لمشروع صغير يقوم به ببيع طيّب وتوسّع مهم، في نهاية الأمر عرضت عليه شركة مبلغ كبير قبل سنوات من أجل التوسيع وتنفيذ خططه التي كان يتشدّق فيها أمام الجميع، كان لديه الكثير من الخطط الذي يريد تنفيذها، بالفعل وبكل سهولة عرضت عليه شركة مهمة مبلغ كبير بالنسبة لرائد أعمال، حوال 6000 دولار لتقديم له كل الدعم الذي يحتاجه ليقف فعلاً وينفّذ ما يريد ولكنّه رفض، رغم أنّها لم تفرض نسبة عالية أبداً للقيام بذلك، على العكس كل شيء كان ميسّر وهم يرغبون جداً العمل معه، سألته لماذا تقوم بذلك؟ لماذا ترفض؟ وبعد إلحاح تبيّن أنّهُ يستمتع جداً بالحالة الحالية لمشروعه ويخاف إن نجح فعلاً أن تتغير هذه الطريقة بالعيش والعمل ضمن عمله، لا يريد أن ينجح في مقابل أن يحافظ على نمط معيشة وعمل أقل! هذا بالفعل أثارني ولكنه سبب من الأسباب وتجربة رأيتها بأم عيني.
التعليقات