إذا اردت أن تتعلم شيء أكتب عنه مقالا،

طريقة غريبة في التعلم لكنها تعتبر فعالة في حالة كنت شغوفا بالكتابة وبالتعلم في نفس الوقت. 

ولكن كيف يمكن لكتابة المقالات أن تكون سببًا في التعلم وأليس من المفترض أن نكون خبراء في ما ننوي الكتابة عنه؟!

بدأت الحكاية عندما بدأت أعمل في مجال كتابة المحتوى في إحدى الشركات، وكان يُطلب مني أن أكتب في مواضيع لم يطأها عقلي أو حتى خيالي من قبل، ولكن الوظيفة كانت معتمدة على المصادر التي نجمعها من صفحات جوجل العشوائية، وفي خضم رحلات البحث عن مصادر كل مقال كنت اخرج بمعلومات جديدة لم أكن اعرفها، فمرة عن كرة القدم، ومرة عن الطب، ومرة عن الاقتصاد، والفيزياء، وعن المشاريع والشركات، وعن أي موضوع يمكن أن يبحث عنه الباحثون في جوجل، أكون أقوم انا باستكشافه قبلهم وعصر فائدته لهم، وليس مقال واحدا ولكن في عدة مقالات، وبالطبع جودة تلك المقالات لم تكن كالتي أطمح بكتابتها يومًا ما، بل إني أدعوها المقالات الجاهزة التي تشبه وجبات المطاعم السريعة تمامًا، مشبعة، لكنها لا تحمل الكثير من الفوائد لقرائها، فهدفها سد الجوع في المقام الأول. 

ولكن في كل مرة كنت أبحث عن موضوع جديد، كنت ألاحظ أن اهتمامي بالتعلم والفهم، بالإضافة إلى استيعابي للمعلومة يزيد، ويكون تركيزي أفضل حتى في أسوأ حالاتي، فقط لأني أستشعر مسؤولية القارئ، 

ففكرة أنه يوجد قارئ سوف يدخل لكي يحقق استفادة من مقالي، تجعلني أحاول أن أفهم جيدًا ما أكتب عنه، لكي لا أغش القارئ.  

وبالطبع لم أكن بهذا الالتزام دائما، لأن ضغط العمل أحيانا كان يجبرني على إنهاء بعض المقالات بأي شكل.  

لكن فكرة القدرة على التركيز في الوقت الصعب، والفهم والاستيعاب الذي أكون فيه عندما أقرأ شيء أحاول الكتابة عنه، جعلتي أفكر...

لما لا أستخدم هذا التكنيك فيما أريد أن أتعلمه أنا، وتكون المقالات التي أكتبها طريقة للفهم والمراجعة، ولكني بصراحة لم أجرب هذه الطريفة بشكل منهجي إلى الآن، فوددت أن أسألكم: هل تعتبرون هذه فكرة سديدة؟ وهل من مجرب لتلك الطريقة من قبل يدلني على الصواب فيها والخطأ؟