كثيرًا ما أتساءل ما إذا كنا محطات عابرة في حياة بعضنا البعض أم لدوامية علاقاتنا نصيبٌ وافر!

كنت أؤمن بأن ثمة علاقات يجب أن تصاحب المرء طيلة عمره ، فيستشعر الدِفء فيها ويدرك أنه قد وُجد ما أصبح حليفه ضد الهزائم والخيبات!

لكن ..

غربلت الشدائد الكثير من حولي، وآمنتُ أنّ الضائقات تكشف وتُعرِّي من حولك وتجعلك ترى الحقيقة كاملة.

حتى أيقنتُ أن أصابع اليد الواحدة بل وأقل هي ما تحوي قلّة صادقة قد تلازمك عمرك ..

ومن بعدها واصلتُ المسير في الحياة كـ عابر، عابر يرجو أن يترك أثرًا خفيفًا جميلًا على القلوب ، وتصالحتُ مع فكرة أني لست بالضرورة أن أصبح الأهم والأقرب والأجمل في حياة الناس، يكفيني الأثر.

هل منظور الفترات يجعلكم تشعرون بغصة في قلوبكم إثر تذكر مَن كان معظم تواقيت يومكم قائمة عليهم !

ليس لدي مشكلة الآن في إكمال حياتي، ليس لدي مشكلة في أنهم مضوا، لكن وحده الشعور يتكرر ويؤرقني حين أتذكر أن الأيام كفيلة بتقلبها أن تجعل القريب غريبًا والغريب أقرب ما يكون ..

من الناس مَن ظننتهم أنه من المحال أن يلازموني دربًا، والآن هم من يشدُّون بأزري، والكثير الكثير ممّن وهبتُ طاقة وبذلت اهتمامًا صاورا يمرون من جواري كالغرباء.

الآن إثر كتابة هذا تذكرت حديث المصطفى صلّى اللّه عليه وسلم :- إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ..

الحمد للّه على الرضا الذي حاوطني الآن وجعلني مطمئنة أن اللّه موجود حيث لا أحد، وأنه المُنقذ وإن أفلت يديّ الجميع و أنّهم وإن مضوا فإن لوجودهم رسالة قد بعثها اللّه لي ودرسًا يضيف لنضجي ولا ننسى الفضل والجَميل بيننا أبدًا أبدًا .

والآن، هل تؤمنون بأن أغلب علاقاتنا عابرة ماضية تنتهي بعد أمد قصير ، أم تتشبثون بفكرة الدوامية ؟

وان كانت عابرة لكم، هل تأقلتم على انتهائها بسرعة أم مازالت هناك ندبة بداخلكم ، وكيف تغلبتم عليها ..