كل عام وأنتم بخير أصدقائي !

سعيدة جداً لأن هذا أول عيد أضحى لي بينكم على هذه المنصة الرائعة .

انسحبت من المطبخ خلسة بعد معركة طاحنة لأقضي بعض الدقائق معكم على جلسة شاي وتبادل أفكار .. مرحباً بكم في مساحتي .

بأي حال جئت يا عيد ؟

مهلاً يا أسير الأحزان، ما الذي أصابك ؟ ما الذي جعلك تتذكر كل مأساة مررت بها في حياتك وكل قريب فقدته وكل حبيب فارقته وكل من آذاك وجرحك، حتى تلك الطفلة التي كسرت قلبك مع لعبتك !

مع كل عيد تسجل جماعة "بأي حال جئت يا عيد" ظهوراً لافتاً بين جموع المنتشين فرحاً بمناسبة أعدها الله لنا لنفرح بعد حزن، ونرتاح بعد تعب ونلتقي بعد غياب وتدب الحياة في أرواحنا من جديد، ليأتي أولئك ويبثوا جلّ ما تحتويه أجسادهم من سموم .

لقد كان يضحك البارحة وها هو الآن صبيحة العيد يلطم ويتباكى على صفحاته الإجتماعية وسط جو من مظاهر الفرحة، ولكنه يأبى إلا أن يعكر صفاء الأجواء ويقضي على خلوّها من الشوائب .. تشعر وكأنهم أعداء للسعادة، أينما وجدت حلّوا لتدميرها !

رسالتي لك يا أسير حزنك، لا تعتقد أنني لست إنسانة ولا تراودني مشاعر الإستياء .

لا تحسدني على ابتسامتي الطفولية المؤقتة التي أجاهد للحفاظ عليها طيلة أيام العيد، فأنا مثلك أعاني ولكنني أينما وجدت السعادة أقيم هناك وأحتسي معها كوب قهوة حتى آخر رمق فيها، أتوق إلى تلك اللحظات التي أضحك فيها من قلبي متناسية ما يحمله من هموم، متملصة من كل مسؤولية تحاول أن تتعلق بأطرافي وتثقل كاهلي، لم ولن أفسد فرحة العيد من أجل ذكرى !

إن كنت لا تزال مقتنعاً بأن العيد مدعاة للحزن فاختلي بنفسك وعِش حزنك كما تريد ولكن لا تمدّ يدك إلينا لتسحبنا معك .

لديك أي إضافة يا حسوبي ؟ إليك المايكروفون .