"طفولتك تنتهي عندما تدرك أن النوم مكافأة، وليس عقاب"
دوستويفسكي:
عموما الكتاب المشهورين سلبين لان السلبية تجذب جمهور اوسع من القراء
ولذلك احتمالية شهرة الكاتب السلبي اعلى
هل أنا الوحيد الذي يرى أن دوستويفسكي يركز على الجوانب السيئة من الحياة في كتبه؟
ربما لأنه تعرض للاضطهاد والسجن، لن تصدق إن أخبرتك أنني لم استطع إكمال أي عمل من اعماله لأنها قاسية وأنا أتفاعل بقوة مع ما أقرأ لذلك لم انهيها.
لكن هذه المقولة تنطبق على الأطفال الذين يعانون من مشاكل عائلتهم أو غيره، سيصبح النوم لهم راحة وليس عقوبة بالفعل.
بالطبع ، فهو يكتب للطبقة البائسة وليس للطبقة الغنية والسعيدة.
ليس دويستيفسكي فقط ، تولوستوي كذلك وإيفان تورجينيف ، شولوخوف أيضا ، والكثير من غير الروس أيضا مثل يوكيو ميشيما وفرانز كافكا(رواياته كلها كابوسية على فكرة) وأرنست همنجواي وغسان كنفاني مرورا بالمعاصرين مثل واسيني الأعرج وأمير تاج السر وإبراهيم نصر الله إلى آخره من قائمة الكتاب العظماء.
كل الكتاب والمؤلفين يضعون أيديهم على الوجع كل الكتابات والمؤلفات لها أمزجتها وأوجاعها الرومنسي أو الخيال العلمي أو الرعب أو السيريالي إلخ.
لو ذهبت إلى صديق توفي أحد أقاربه لتواسيه فهل تواسيه بأغاني ورقص وفرح ومرح أم تواسيه بوجه عطوف وحزين ومهتم؟
إذهب إلى شوارع الطبقة الفقيرة وحدثهم عن أسفارك وأموالك ورحلاتك وموائدك اللذيذة والمتنوعة . هل ستجد تقبلا لك؟
إذهب إلى الطبقة الغنية وأخبرهم عن شدة فقرك ورائحتك وبقايا الطعام التي تأكلها ووهن الصحة وسوء المعاملة . هل ستجد تقبلا لك؟ أم سيعتقدونك جئت طمعا بأموالهم؟
في سياق آخر لو ركزنا على دويستيفيسكي لنجد أنه حاول تهذيب المجتمع الفقير عبر حوارات النفس التي اشتهر بها. أن ينظروا للأمور بنظرة الحكيم اللبيب . حتى يساوي المجتمع الفقير والقذر بالطبقات والمجتمعات الغنية والتي كانت تعتبر طبقة مهذبة لدرجة أنهم كانوا يجلبون مختصين في الإتيكيت لتهذيب أولادهم.
وعلى كل اخي عبدالله عياش (لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع)
من أكثر المقولات التي أتفق معها وفي مدى صحتها، ففعليا الأطفال يرون بالنوم أنه عقاب كونه يسرقهم من اللعب وممارسة الألعاب بشكل عام لكن بالنسبة لنا الأمر مختلف، مع المسئوليات والمهام يصبح الحصول على النوم هو بمثابة المكافأة التي نحصل عليها بعد تهب وإرهاق.
"طفولتك تنتهي عندما تدرك أن النوم مكافأة، وليس عقاب"
قاسية جدا العبارة، ولكنها حقيقية أيضا وأصابت عين الحقيقة، الأطفال يعيشون في عالم مليء بالفرح والبهجة، يستيقظون باكرا وينامون متأخرين أو بالأحرى ينامون تحت صراخ أهلهم...
ويرون نومهم عقوبة، ولاسيما حين تطفئ الأم الأنوار أو التلفاز واليوم تطفئ الواي فاي وهكذا...
لكن حين تسرق منهم البهجة يصبح النوم مهربا، وقد رأيت ذلك في أطفال بيتنا، حين يتعرضون لموقف صعب أو أذى ينامون باكرا، وغير ذلك أراهم دائما يفاوضون أهلهم لأجل التأخر في النوم قليلا.
سبحان الله، اطفال بيتكم ليسوا كأطفال بيتنا، أختي الصغير لا تحب النوم إطلاقا، وتنظر الى ذلك بأنه يسرق منها الكثير من الامور للاستمتاع لها، اللعب ومشاهدة الكرتون، ولكن اذا ارتكبت خطأ او تعرضت لمشكلة اول شئ تفعله النوم.
لذلك ارى بأن حتى الاطفال من خلال تصرفاتهم البريئة يجذن بأن النوم مفر لهم مثل ما نراه نحن.
على الرغم من أن المقولة تبدو صحية إلى حد بعيد، فأنا أرى أن الحياة في هذا الصدد يجب أن تؤخذ من المنحى البيولوجي المنطقي والمعقول، حيث أنني أرى أن تناول النوم من الناحية التقنية كان الحافز الأكثر إلهامًا بالنسبة إليّ، فالنوم ليس مكافأة بالنسبة إليّ لأنه لا يتميّز أو يرهن بإنجاز، وليس عقابًا لأنني تخطّيتُ مرحلة كراهية النوم منذ فترة بعيدة، وإنما أتعامل معه في الوقت الحالي كطبيعة، كنشاط إنساني، أو بمعنى أكثر استفاضةً: كعنصر طبيعي من عناصر الحياة، مثل المشي على القدمين والجوع والعطش وخلافه.
أعتقد بأن لهذه الجملة معنى عميق بالرغم من تأثرها بطفولة" فيودور دوستويفسكي" الصعبة إلا أنها تحمل معانى كثير فى طياتها فحينما نتفكر فى معنى الجملة سنجد بأن النوم يصبح مكافأة للأشخاص البالغين وذلك بسبب المسؤولية وكثرة ضغوط الحياة التى لا ترحم أحد، بينما كان النوم عقوبة فى الطفولة لأننا كأطفال كنا نفضل اللعب طول اليوم وطول الوقت، ونكره كثيراً حينما يأتى النوم ليأخذنا من اللعب المستمر، وكم من الأهل الذين عانوا فى جعل طفلهم ينام بكل هدوء، فاللهم أحفظ أهلنا جميعاً.
طفولتك تنتهي عندما تبدأ البناء وتترك التكسير. اختي ما اجمل هذه الدنيا عندما نبدأ باكتشافها والتفكر فيها. لست من مصدقي الانتظار والترانزيت ولكني اصدق الصعود بالتدريج والتطوير المستمر. دعي عنك فلسفة العدم وحطمي هذا الزجاج واعبري الي العالم الى هذا الكون الشاسع العميق تأملي كل شيء من حولك واخلقي فرص النجاح وسر السعادة.
التعليقات