يا أهلا وسهلا..
أسعدني للغاية التفاعل الذي رافق المساهمة الأولى، لهذا كوب من القهوة وعقل متفتح سيكون ممتازا لمرافقتي اليوم..
سابقا كان لنا جولة قصيرة حول صوم الدوبامين..
لكن..
عزيزي القارئ، لا تحسب الأمر سهلا، فأنا كنت في لحظات هوس في اليوم الأول، بعد أن عطلت كل حساباتي، كنت في دوامة تسمى "هناك أمر ما يفوتني"، يصبح عقلك يخيل لك أن العديد من أمور الحياة تفوتك، وأن الكثير تجهله، وكأنها خدعة لتحفيزك كي تعود مجددا لتلك الهوة العميقة..
لكنني قاومت، ومن بين الأمور التي ستجعلك تستغرب، هو سؤالك لي: لما عطلت كل شيء فجأة؟ كان بإمكانك أن توازني؟
لكني شخصية لست متوازنة أبدا، حياتي طريقان، أبيض وأسود، لذا ضغطت على نفسي، وقمت بمسح كل شيء فجأة، أصبح هاتفي وكأنه نوكيا طراز 2003 لكن شاشة ذكية، الأمر مضحك وللغاية..
كان هذا الطريق ولا بد منه، في وقت "فقدت فيه الطموح"، أصبحت الحياة غير متوازنة، طوال اليوم أقارن حياتي مع الآخرين وصورهم البراقة في حساباتهم، في لحظة، قلت لنفسي: إلى متى؟ فوجدت أصابعي تتراقص لمسح كل شيء..
والآن، تتسائلون ما علاقة العيش البطيء مع صوم الدوبامين؟
تجربتي الفريدة جعلتني أشعر فعلا بعيش بطيء في يومي، فحين أفطرت، لم أضع مسلسلي أمامي، لذا شعرت بكل لحظة وأنا أمضغ التوست، وأتحسس مذاق البيض والقهوة، كان الفطور سابقا لا يعدو وجبة تلبية الجوع، لكن كان الشعور جيدا للغاية، لأول مرة ومنذ سنوات، أحسست بيومي، خرجت للتنزه، استنشقت الهواء، تمشيت، مارست الرياضة، ولم أضيع الوقت، وعملت، عقلي كان متفتحا، وكوني كاتبة أحتاج فعلا لصفاء الذهن..
ستشعر أن يومك بطيء، وأنك تستفيد من كل لحظة، الأمر شبيه حين تكون في تجربة بالقرية، ودون أنترنيت، يمر اليوم بطيئا، وتشعر بكل اللحظات..
حين انتهى اليوم، ووضعت رأسي على المخذة.. قلت لنفسي: اليوم مر رائعا،وأنجزت كثيرا..
مرت دموعي، وكأني فقدت ذاتي في سرداب عميق، عشت اليوم بأسلوب بطيء، لدرجة أني كتبت ما يزيد عن أربعين صفحة في إحدى رواياتي، وكان لا يزال الصباح..
أرغب فعلا بأن يصلكم الشعور، صوم الدوبامين أمر رائع، وفريد..
لأول مرة منذ 4 سنوات، أخذت كتابا في تخصصي الدراسي، وهو القانون، وقرأت طويلا، وأنا التي كنت أنظر لكتبي بنوع من الإحباط، وأنها صعبة، وأن الهاتف أمر سهل..
الكثير يفوتكم، لذا اغتنموا الأوقات من أنفسكم، ومع ذواتكم..
أتمنى أن تروقكم تجربتي..
المرة القادمة سأكتب حول عقلية النمو، والتي كانت مساعدا لي لتقبل مسألىة صوم الدوبامين، انتظروني..
طابت أوقاتكم..
التعليقات