لا ذنب للعنب بما يفعله النبيذ !!!


التعليقات

يمكن أن أحللها بمنظوري بالإشارة للآية "لا تزر وازرة وزر أخرى" .

و لا يحاسب أحدهم بذنب آخر ، و لا يلام أحد بظرف لا ذنب له فيه .

لا تحاسب الأم التي ربّت على انحراف سلوك ابنها ، و لا الأب أيضاً .

و لا يحاسب المعلم على فساد أحد طلابه .

و لا يلام المرء على وضع لم يختره لنفسه .

فما أعدل الله ، و ما أظلم الدنيا و أهلها .

مثلًا ما ذنب الحديد بما يفعله السيف، أو ما ذنب العِشرة والذكريات بما يفعله الخائن؟ الخلاصة أن هناك كثير من أمور الحياة نكون مُبتلين بها ولا ذنب لنا فيها.

قد أذهب إلى تحليل يناسب واقعنا الحالي، حيث أننا يجب أن ندرك أن النتيجة في العديد من مواضع الحياة لا تعتمد بالضرورة على الأصل، لذلك علينا أن نضع معايير كل خطواتنا الإنتاجية في الحسبان.

أما على صعيد العلاقات الإنسانية، فعلينا أن نعمم هذه المقولة لأنها تمثل أحد أكبر أسباب المشكلات بين الأشخاص وبعضهم البعض، حيث أن بعض العلاقات تتخذ اتجاهات جديدة بسبب أشخاص آخرين، فقد نجد شخصًا ما يقاطع صديق بسبب ما قام به صديق آخر، أو شخص ينهي علاقته بقريب له لأن أباه أو ابنه أخطأ في حقه، ففي هذا الصدد يمكننا أن نرى تطبيقًا حيًا للمقولة ومعناها.

سأفسرها بطريقة مختلفة .. شخص ارتكب ذنبا والنتيجة طفل .. هل نربط ذنب الأب بحياة المولود.

وحين يكون هناك في مكان طريقة خاطئة للتعامل هل نتعامل بمثلها على اعتبارها انها طريق ممشية ام ان نلتزم بالطرق السليمة.

وهل لأن هناك شخص فاسد يجب ان نفسد او لأن هناك حاكم فاسد او ظالم يجب ان نخرب البلد.!؟

هذه هي طبيعة الإنسان الساعي إلى الأعذار لتبرير كل شيء ، يحاول إلقاء اللوم على كل من هبّ و دب فقط ليريح ضميره المعتل ، و حتى لا يتعرض للمحاسبة و المساءلة على أفعاله و أقواله .

فعلت ذلك لأن الجميع يفعله .. و ما شأنك بفلان و فلان إن لم يستقم ؟

إن هذا الطفل نتيجة خطأ والديه و سترافقه هذه الوصمة طوال عمره ، لماذا ؟ هو إنسان لديه حياة و حقوق و واجبات ، ما ذنبه فيما حدث ؟

هذه الشخصية منتشرة بكثرة حولنا و المشكلة أنه مهما حاولنا توجيهه يصتنع التبريرات من جديد ليخرج نفسه من المأزق محقاً .

أول ما تبادر إلى ذهني لا ذنب للأب مثلًا فيما يفعله الولد الطالح.

الثاني مصنوع من الأول.. ففي حين للأول فوائد وتحبه النفس فإنالثاني وهو أحد منتجاته من الأذى بحيث بات فيها تحريماً.

كذات عبارة ما ذنب الأب الصالح بما تقترفه يد ابنه المستهتر.. أو ما ذنب الشيب بما يفعله الزمن.

لا ذنب للعنب بما يفعله النبيذ!

ويمكن أن نقول لا ذنب للشجرة فيما فعلت الفأس، بمبدأ أنّ الفأس من الشجرة، مع أنّ هذه القاعدة واضحة إلا أن الكثيرين يعاقبون على أشياء ليس لهم ذنب فيها.

وكم أطفال عوقبوا من أمهاتهم بسبب أخطاء آباءهم، وفي هذا الصدد سأسرد عليك قصة فتاة عرفتها، سماها أبوها على اسم خليلته وحين اكتشفت الأم الأمر صارت تراها لعنة، وتعاقبها على فعلة أبيها ولك أن تتخيل مشاعرها.

ماذنب اليورانيوم بما يفعله النووي؟

هذه الفكرة ممتازة جدًا وأتمنى انتشارها؛ حيث تفيد بأنّ الأصل وإن كان صالحًا قد ينبت الفاسد، كما أنَّ الصالح قد يفسد لمخالطة الفاسد؛ فلا ذنب حينئذٍ لأصله.

قامت فتاة بالخروج عن تقاليد عائلتها، فذهب الجميع إلى إيقاع الذنب على أمها متمثلين بالمثال العقيم المشهور"اضرب البنت على فمها تطلع البنت لأمها"، وأنها لم تربها جيدًا، ولم ينتبهوا إلى أنها قد تكون تأثرت بمن أفسدها كما قال(صلى الله عليه وسلم): "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"

فَلَيتَهم يسمعوا بهذا المثل الذي ذكرته.

وأعتقد أنّ هذا المثل يؤيده قول الله-تعالى- لسيدنا نوح -عليه السلام- حين كفر ولده وغرق مع الكافرين:" ﴿‌قَالَ ‌یَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَیۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَیۡرُ صَٰلِحࣲۖ فَلَا تَسۡألۡنِ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ ﴾[هود: 46].

فإن قال قائلٌ أنّ الأمّ تلام على ذلك، كما أنّ امرأة نوح كانت كافرة، فكيف تستشهدين بها؟

أقول أنّ امرأة نوحٍ وإن كانت كافرةً فإنّ امرأة لوط كافرةً أيضًا لكنّ بناتها كنّ مؤمنات ووصفهنّ الله- سبحانه وتعالى- بقوله: ﴿‌هُنَّ ‌أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ﴾[هود: 78].

هي تعبير عن حال نعايشه

كوالدين أحسنا تربية ولدهم واصبح عاق او مجرم

كمدرس بذل جهده لطلابه فخرج منهم الفاشلون


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

85.5 ألف متابع