أراقب ما يدور في جمعاتنا الشبابية في المقاهي أو الكوفيشوبات أو أثناء اجتماعاتنا في العمل، لأجد أنّ نظرية المؤامرة هي أساس ما تخزنه عقولنا الصغيرة.

لا أعني بالنظرية الصعيد السياسي أو الدولي -إن كنتم تظنون ذلك-، وإنما الصعيد الشخصي;

إن واجهتنا مشكلة ما فلأن أحدهم يحفر ورائنا لأنه يريد الإضرار بنا.

إن تشاجرنا مع أحدهم فلأن أحدهم خبّر ذلك الأحد أمراً عنّا لأنه يريد الإيقاع بيننا.

ويأتي الردّ في تلك النقاشات بأننا لا نعلم لماذا يحاول الآخرين الإضرار بنا ونحن نختصر العالمين وجلّ ما نفعله هو الاهتمام بمصالحنا.

هذا الأمر جعلني أفكر قليلاً.. هل فعلاً نحن نعيش في صراعات متتالية لأن الغالبية يتآمرون على الغالبية الأخرى؟

أم أننا نعيش حالة ركود تجعل عقولنا للحظة تحلّل ما نحن فيه من تعقيدات متتالية لنظن بأن الآخرين يحاولون الإضرار بنا؟

وإذا كان بعضنا -كما يدعي- بأنه يختصر الآخرين ومشغول بنفسه وعائلته، فـ مَن إذاً يتآمر على مَن؟ ومَن يحاول الإضرار بـ مَن؟

هل وصلنا من اليأس تلك الدرجة التي نظن الكون بأكمله يتآمر علينا؟ أم أنها تعقيدات الحياة التي تكون أكبر من قدرتنا على الاحتمال ما تجعلنا نظن ذلك؟