" لا بأس ، نفوسٌ بشرية "

هذه كانت العبارة الجوهرية لمنشور عابر قرأته على الفيس بوك محتواه يتلخص في طريقة صاحب العبارة في تحاشي صدمته من التصرفات السيئة و الأنانية للأشخاص من حوله ، مبرراً أن النفس البشرية ضعيفة ، هشة ، وقابلة للسقوط ، لذلك علينا إستيعاب تصرفاتهم و التعامل معها بسعة صدر!

هل حقاً سأكون قادرة على اتخاذ نفس المبدأ في تخطي خيبة الأمل من أقرب الأشخاص لي ؟

هذا كان تساؤلي لنفسي على أثر خيبة أمل تلقيتها من أقرب صديقاتي في اليوم السابق لرؤيتي للمنشور ، وتساءلت مطولاً ما مبررات أن يتغير الإنسان بين لحظة و ضحاها ، وهل كون الإنسان لن يصل لمرحلة الكمال سيكون ذلك مبرر لكل أنانية أو غطرسة أو أذى يقدمه للأخرين .

توصلت إلى أن المبدأ قد يخفف فعلاً من حدة الصدمة ، و كأنه يجعل المشكلة باردة أكثر و غير مستفزة للأعصاب ، لكن لن يحذف الأحداث .

الخطأ هي صفة ملازمة للبشر ، أما الاعتراف بالخطأ هي ميزة للبشر ، قد يمتنع البعض عنها إرضاءً لكبريائه و الذي أعود و أبرره بهشاشة الإنسان مرة أخرى ، فالعودة للصح لا ينتقص منه قدر نطفة بل يرفع من مقامه.

النفس البشرية معقدة ، غريبة ، نرجسية بتفاوت ، غير كاملة وغير منزهة عن الخطأ ، صعبة الفهم على الأكيد.

هل تتفقون مع صاحب المقولة ، هل فعلاً كافية لاستيعاب تصرفات الإنسان !؟