نقضي حياتنا محاولين انجاز الاعمال، والأكل من صحن المهام، لكنّنا لم نقضِ وقتًا كافيًا في التفكير بحجم الصحن من البداية!

كنتُ أستمع في طريقي إلى بودكاست كال نيوبورت، فأجاب أحد السائلين بفكرة راقتني.

فكرة كال نيوبورت كانت أنّنا عندما نضع جدولًا وخطّة لليوم، عادة ما نحشو فيها مهام اضافية أكثر من المعتاد بنسبة 20%

في كل مرّة نحاول أن ننشئ جدول يومنا، يأخذنا الطمع، ونحشو "مهمّة أو مهمّتين" اضافيتين،.

هذه المهام قد نُكملها يومًا، قد نقصرُ عنّها في أيّام، لكن وجودها على الجدول يُنشئ بيئة محفوفة بالتوتّر، ومليئة بالضغوطات.

نيوبورت طرح فكرة، ماذا لو، بدلًا من اضافة عشرين بالمئة للجدول، قلّلنا منه عشرين؟ ماذا لو وضعنا جدولًا ليومنا، وكان أقل ممّا نستطيع؟ ماذا لو تصالحنا مع جدول فيه 80% فقط من المهام؟

 هذا ربما يعني ان يوم عملك سينتهي مبكرا، انك ستاخذ راحة ظهيرة مجزية، او تتصفح كتابا ممتعا، وعلى ذلك لن تشعر بمثل الضغوطات التي تشعر بها وأنت تحمل همّ 20% من المهام الاضافية على ظهرك.

لكن السؤال، هل من الممكن أن يؤذينا هذا؟

إذا أتممنا جدولنا اليسير، ذلك الجدول الذي فيه 80% من طاقاتنا، وحقّقنا كل هدف فيه بكفاءة، هل سيتضرّر مستقبلنا على المدى الطويل؟

لا أظن، كلّما عملت بعمق وكفاءة، احتجت إلى وقت أقل، ولو كنت كفوءًا من دون ضغوط ثقيلة، تخيّل كيف أن يمكن أن ينعكس عليك هذا على المدى الطويل؟

قد يكون هذا التحول من زيادة قليلة عما نتحمل، الى نقصان قليل عن المعتاد، هو الذي نحتاجه، وليس الذي نخافه.

 او ربما لا، ماذا ترون؟