لعلَّك تألف ذلك الشعور الذي يدفعك لاستغلال كل دقيقة من دقائق اليقظة في تحقيق أهدافك، أو تتذكّر شعورك بالذنب عندما صحوتَ متأخّرًا قليلًا في يوم اجازة، أو أي شعور من مشاعر عدم الرضا حين لا تفعل شيئًا متصّلًا بهدفك بصورة مباشرة. 

نعيش في نمط حياة سريعة، وهذا النمط يصحطب معه ضغوطًا واعتقادات حول ما نُنتج من الأعمال، بشكل قد يدفع إلى نوع من الانتاجية المسمومة.  

الانتاجية المسمومة تُريد منك أن توظّف كل ثانية تعيشها في التعلّم والانتاج، مع قائمة مهام لا تنتهي، وسلّة ترشيحات لا تنضب. 

الانتاجية المسمومة لا تركّز على كفاءة ما تُنتج، بقدر ما تريدك أن تبقى مُنشغلًا بشيء فقط، وإن لم يعد بفوائد ملموسة. 

الانتاجية المسمومة تُشعرك بضيق الوقت، كلّ الوقت الذي تملكه هو الآن، وكلّ المهارات في الدنيا إن أردت اتقانها فلا سبيل لها إلّا الآن.

أحد الحلول للخلاص من هذا المشكلة، هو بمواجهة ما تقوم عليه، فهي تقوم على شعور ضيق الوقت، فالحلّ هو أن توسِّع منظور تفكيرك، وتعلم أنَّ الأيّام القادمة -إن قُدِّر لك عيشها- كثيرة، وسيكون لك مُتسَّع لتعلّم ما تحتاج أن تتعلّمه، وإن لم يُقدَّر لك عيشها، فلم كلّ هذا القلق؟

يقول ماركوس أوريلويس في تأمّلاته: 

 لا تتخبط ولا تخدع نفسك أكثر من ذلك؛ فما أحسبك سوف تقرأ مُدوَّناتك، ولا تواريخك عن قدماء الإغريق والرومان، ولا مختاراتك من الأدب التي أعددتَها لزمن شيخوختك. أَسرِع إذن إلى النهاية، وأَقلِع عن الآمال الزائفة. أَنقِذ نفسك إن كان لنفسك عندك أدنى اعتبار، قبل أن يفوت الأوان.

وأنتم، كيف تزنون أيّامكم لكي لا تقعوا في فخّ الانتاجية المسمومة؟