كثير منكم يألف هذا الشعور، حينما تُحدّد لنفسك هدفًا، كأن لا تفتح فيسبوك، تويتر أو انستغرام، لكنّه يأتي يوم وتُحادث صديقًا في محادثة، وأثناء تبادل الحديث، يتأخّر هو عنك لبضعة دقائق، ما الذي ستفعله في هذه الدقائق المُملة؟ لا تستطيع أن تذهب لعملك فلا يجدك حين تعود، ولا تستطيع -أدبًا- استعجاله للعودة، لا يبقى إلّا أن تقضي هذه الدقائق الميّتة في شيء، وهل هناك شيء أسهل من العودة إلى فيسبوك وتويتر وانستغرام؟!
تٌقسم أنّك لن تلعب هذه اللعبة الالكترونية، لكن يأتي أخيك الصغير عندما تنتظران موعد العشاء ويطلب منك اللعب، فتلعبان إلى ساعة متأخّرة من الليل.
يكون عندك موعد بعد ثلاث ساعات من الآن، تكون متحمسًا لهذا الموعد، ولا يهدأ لك بال لتركّز في أعمالك، تريد أن يقدم وقت الموعد سريعًا، تلجئ إلى منشورات وفيديوات مواقع التواصل لتُعجّل بقتل هذا الوقت.
تقرر أن تتابع مباراة لكرة القدم، تقتطع منها جزءًا من جدولك، لكن ما إن يأتي وقتها، تقول أنّك ما دُمت في وقت راحة، لماذا لا تعظِّم الفائدة؟ تفتح كلّ ما تفكّر به من مواقع مُشتّتة في هذا الوقت، وما إن تنتهي المباراة تكون قد شاهدت بجانبها 300 منشورًا مختلفًا، وبدلًا من ترويح عقلك، تعود إلى عملك وعقلك قد أصبح طَبلًا!
قد تقوم أحيانًا بتصرّفات لا تنسجم مع خططك الانتاجية، لكنّ الظروف تجعل الأمر مسوّغًا لك، هذا هو لصّ الانتاجية الخفي.
هذا اللصّ لا يجعلك تخسر دقائق ثمينة من يومك وحسب، بل يُقرِّب إلى عقلك أنشطة وسلوكيات كنت تنوي تركها، فلو قرّرت أن لا تفتح مواقع التواصل الاجتماعي هذا الاسبوع، وفتحتها مرّة، لن يعود سجلّك نظيفًا كما كان، والآن قد تلوّث، فما المانع من تلويثه مجددًا!
كيف تتخلّص من هذا اللص؟
1-كن واعيًا باللص
واحدة من أهمّ الخطوات للتخلّص منه هي أن تعرف بوجوده، هناك مواقف تجعلنا نتخلّى عن أهدافنا، والمشكلة أنّ العقل يُسوّغها. وما بسطتُ لكم من مواقف أعلاه من شأنه أن يفتح أنظاركم على سلوكيات مماثلة في حياتكم.
2-طوّر ردّة فعل مناسبة لهذه المواقف
لا أعتقد أنّك ستسيطر على حماسك حين ينتظرك موعد مهم، أو تفعل شيئًا منتجًا حين تنتظر محادثة صديق، لكنّك تستطيع أن تطوّر ردود فعل تمنع توفير أرضية مناسبة لهذا اللصّ.
تستطيع مثلًا حين ترى أنّ صديقك تأخّر عن محادثة، أن تترك المحادثة أنت الآخر، والبادي أظلم! أو تترك له رسالة إن أردتَ اكمال الحديث في وقت آخر، وإنّي أنتظر 5 دقائق فقط، ثم أترك رسالة: لقد كان حديثًا ممتعًا، لكنِّي يجب أن أذهب الآن، دعتني بعض المشاغل، سأعود لاحقًا!
3- ربع ساعة تركيز أفضل من ربع ساعة تشتّت
هذا من ردود الفعل المناسبة لتسيطر على حماسك قبل موعد مهم أيضًا، تقبّل أن عمل منتج لـ15 دقيقة أفضل من تشتت لمثل هذا الوقت حتى وان لم تحقّق تقدمًا ملحوظًا، لو خيّروك بين أن ترى 25 منشورًا مختلفًا في ربع ساعة، ليس فيها ما يُفيد، وبين أن تُنتج 5% من عمل له معنى وأثر، بأيهما سترضى؟
4 -حدد مهام لهذه المواقف
أحيانًا ليس لك قدرة على انتاج 5% من عمل يحتاج إلى تركيز، لكن هناك أعمال أقل تطلّبًا ذهنيًا من هذه، ومن شأنها أن تحقّق لك الفائدة أيضًا، كأن تردّ على رسائل ايميلك، أو تجمع سلسلة من الفيديوات والمصادر لتدرسها في وقت لاحق، أو تقرأ مقالًا واحدًا عن شيء تحبّه.
انتبهتُ لهذا النمط في حياتي قبل فترة وأخذت أجمع بعض المواقف عنه، لم أجد من تحدّث عنه مسبقًأ، أو لعلِّي لم أجد الكلمات المناسبة للبحث، فما تعرفون عن هذا الموضوع؟
التعليقات