السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالطبع نجد شرح طبيعة الشخص النرجسي متوافرة يتحدث عنها الكثير من مختصي علم النفس والعلاقات، وفضلًا عن ذلك فالشخصية النرجسية واضحة لمن حولها.
لكن الإشكالية الأكبر والعقبة الكؤود عندما تجد نفسك تتعامل مع شخص لا تكاد تلمس له عيبًا ولا يبدر من خطئًا ولكن ثمة سمّ زعافٍ يسمم هذه العلاقة لا تدرك مصدره ولا يدرك هو الآخر هذا الداء بداخل نفسه.
ماذا أقصد بالنرجسية الخفية؟ من هو النرجسي الخفي؟
هو الشخص الموهوم بالسعي للكمال بشكل جنوني.. الكمال الذي يشمل عدم ارتكاب الأخطاء ويشمل عدم استيعاب فكرة وجود نقص في طبيعته، الكمال الذي ربما يعني التمسك بمكارم الأخلاق كنوع من المثالية وليس للأخلاق.
قد يبدو هذا رائع جدًا أن تكون في علاقة صداقة أو زواج مع شخص بهذه الطباع ولكن لا.
فلو افترضنا أن الشخص الذي يعاني من النرجسية الخفية تلقى اللوم أو بعض التعديل على سلوك ما، فهو لن يستجيب.
لن يستجيب بمعنى لن يستجيب، وإما أن تتقبل أنت منه العطاء بالكيفية التي يبذلها أو تصمت.
ماذا لو لم تصمت وبقيت تطالب ببذلٍ من نوعٍ مختلف؟
ستكون متهمًا بالجحود والنكران وعدم التقدير وربما عدم الاتزان النفسي..
لدرجة أن النرجسي الخفي قد يهتم بالطرف الآخر بشكل مبالغ فيه ولكن بالطريقة التي يريدها هو وليس شريكه لمجرد أن يثبت أنه يؤدي ما عليه وأن شريكه ليس على حق.
وللأسف يجد الشريك أن كل هذا البذل من النرجسي الخفي لا يكفيه، ولا يشبع حاجته، فيبدأ في الدخول إلى دوامة..
ما المشكلة؟
المشكلة أن النرجسي الخفي يبذل من أجل الصورة العامة دون النظر في المشاعر ويبذل ما يريد أن يبذله في الوقت الذي يريد دون النظر إلى احتياجات الطرف الآخر.
للأمر عمق نفسيّ أبعد من شرحي المقتضب، ولكن لعل كلماتي تكون بمثابة طرف الخيط لمن مر بهكذا تجربة وعجز عن تفسيرها..
هل قابلتم شخصية بهذه الصفات في حياتكم؟ وكيف تعاملتم معها؟
التعليقات