يبدو أن هناك جزء من فلاسفة الزمن القديم يرون أن العمل لا ينبغي أن يكون قيمة مادية فقط أو مجرد شئ يؤدى من أجل المال. هذه العبارة التي يقولها سقراط إذا طبقناها يعني أننا نرى أكثر من نصف عمال وموظفين العالم عاطلين عن العمل، لأنه بالفعل هناك من الوظائف ما يستطيعون أن يؤدون فيها أفضل بشكل ما.

هذا يذكرني بجملة ساخرة نتداولها في مصر وهو أنه لا أحد يعمل ما يحب هنا، لن تحب شيئًا وتحصل عليه! هذه الجمل نقولها بسخرية فعلًا ونقولها بمنتهى الضحك في حال سخرية مما يؤلمنا، أو نسخر من الأحلام التي سلبتها الثانوية العامة والجامعة منا عن الوظيفة التي نطمح للعمل عليها.

وهذا جعلني أقارن هل نحن فعلًا كأشخاص هناك من الوظائف ما يمكننا التأدية فيها أفضل؟ أجابتني صديقتي بنعم، ما تحبينه ستؤدين فيه أفضل وتبدعين فيه، ما تحبينه لن تشعري بمرور الوقت وأنت تعملين فيه. وقالت لي جملة جميلة ارتجالًا منها: لن تجدي غنيًا واحدًا يعمل في شئ لا يحبه، لأجد بعدها جملة لابن القيم وهو يقول كل شئ في الكون قائم على الحب!

يبدو أن هناك خط طرق مختلف في الحياة تمامًا يحتاج الكثير من التضحية للوصول إليه، تضحية بالأفكار والمعتقدات وبالمكسب السريع ... 

ترى ماذا ترون أنتم؟ هل نحن عاطلون فعلًا؟