ما ازال امقت ذلك

هل تستطيع تغييرهم؟ إذن يجب أن تتسامى عنهم ببساطة، في كل مرة تختار ان تتضايق من أفعالهم يعني كل مرة أنك تحت سطوة أفعالهم

ماذا لو انك قابلت يومًا مجنونًا في الشارع ممن رفع عنه عقله؟ لن تاخذ كلامه على محمل الجدية اليس كذلك؟

حسنًا صديقي، بالتأكيد لقد مررت بهذه الظاهرة من قبل، و هو ماجعل أمور عادية بسيطة تحدث لي وسط تجمع من الناس أمر غاية الإحراج لإحساسي الدائم أن الجميع ينظر إليّ، أشعر بالارتباك والضجر ظنًا بأن الجميع يراقبني ،و يعرف مدى توتري بالموقف. هذا الأمر أصبح غير محتمل، و بدأت أن أبحث لحل هذه المشكلة.

أفضل طريقة لتخطي هذه العقبة هو إذا تمكنا من الوصول إلى النقطة التي تدرك أن لا أحد يهتم بك حقًا ، فسنتوقف عن القلق كثيرًا حيال ذلك. هذا الشعور هو وهم يسمى في بعض الدراسات "وهم الشفافية"، إنه يجعلنا نتخيل أن الجميع ينظر إلينا من الداخل، ينظر إلى كل التوتر و الإحراج الذي نشعر بهما، و لكن فالحقيقة هذا كله ينتج بسبب تركيزنا على شعورك الداخلي الكارثي بلا سبب، يمكن حلها بالتركيز على الخارج و على ردود فعل الناس، و هنا سنجد أن لا أحد مهتم بما حدث لأن لا أحد يستطيع أن يقرأ ما في داخل عقلنا، ولا أحد مهتم بنا من الأساس!

ما أجمل نعمة التغافل في وقتنا هذا!

لا تنسى أن الاعتراض على الوضع السئ تنتج عنه اوضاع أسوأ، فلو اعترضت على كل شئ تراه لكانت رأسك موقداً، أتواجه مجتمعاً بأسره من أجل قميص أو كلمة تافهة؟

المظهر الخارجي حرية شخصية بلا شك، و لا تكن رأيي لا ينبغي للفرد أن يكون سلبياً، فلا تسمح لأحد أن يتدخل في حريتك بدون رضاك.

لست بحاجة لكلّ ذلك..

فقط تجاوز وتظاهر بأنك لا ترى.

أذكر مرة أنني في قاعة الاجتماعات، حين انسكب على قميص رئيسي بعض نقاط من القهوة، وكان يلبس زياً رسمياً لأنه في الاجتماع سيستقبل رجال أعمال من تركيا، حينها بدأ المحيطون به يحاولون إظهار التعاطف (خذ قميصي معاليك، هل أجعل السائق يذهب للبيت ويحضر لك قميصاً آخر؟ يجب أن نجد حلاً...)

كان ردّه صادماً لهم حين قال: ما بكم يا جماعة، ليست إلا بقعة قهوة!!، إن أعرضوا عن الصفقة بسببها فقد ربحنا عدم دخول صفقة فاشلة لأن من يكترث لبقعة قهوة سيكترث بكلّ ما يعثّر المشروع.

على الرغم من أنّ ردّه قيل وانتهى بالموقف، لكنني بصدق تعلمت منه.. تعامل بطبيعتك.. فمَن أطلق الأحكام فقد اختصر عليك طريق التعامل معه.

المظاهر للأسف مهمة في عالمنا، حتى عند الأطفال، الأطفال لا ينجذبون للعب مع بعضهم إذا كان واحد منهم متسخ أو يرتدي ملابس قديمة، بل ينجذبون للطفل المهندم الذي يرتدي ملابس جديدة ونظيفة وتبدو عليه مظاهر الثراء.

وفي مقابلات العمل، لابد وأن ترتدي أفضل ما لديك حتى تحظى بالقليل من الاهتمام ويوجه لك الأسئلة ولا تم استبعادك مباشرة، والمشكلة الأكبر هو اعتبار أن العري أصبح من المظاهر المستحبة، وأصبح نوع من الثقافة والانفتاح.

ونلاحظ اهتمام الفقراء ومتوسطي الحال بالمظاهر أكثر من الأغنياء، وكأنه احتياج للظهور بمظهر المقتدر على عكس الحال الحقيقي.

نحن في زمن يحكم على الكتاب من غلافه.

فلربما بعض الناس من الطبقة البرجوازية تجدهم يستهزؤون من الطبقة الأقل منهم أو الفقيرة لأتفه الأسباب، رغم أن الطبقة الأقل ماديا أو الفقيرة قد تجدها هي الأغنى، لأن الغنى ليس ماديا فقط وإنما أخلاقيا وسلوكيا.

ترفّع عنهم يا صديقي، أصحاب المظاهر ينجذبون إلى أصحاب المظاهر أيضا، أبي قال لي ذلك عندما كنت مراهقا وأهتم بمظهري بشكل غير اعتيادي.

قال لي أنني بذلك سأعجب أصحاب المظاهر أيضا، وهم أناس فارغون من الداخل لن ترتاح في التعامل معهم أو مصادقتهم.

كن على طبيعتك، وهي جميلة بكل حال، اهتم بمظهرك بشكل طبيعي حتى ترى نفسك جميلا وتثق في نفسك، لكن لا تجعل الأمر يشغل بالك كثيرا، هناك أمور أهم تجذب انتباه الناس، مثل نجاحك وتفوّقك، اهتم بهم أفضل.

مجهول2️⃣ في المجتمعات القروية يكون هذا الأمر أكثر انتشارا واستفزازا .... اذا كنت في مجتمع قروي فالأمر يستحق ان تخرج إلى بيئة أفضل

بعض المهن تحتاج أن يكون لها نمط محدد و لا نستطيع أن ننحر دور المطهر الخارجي في هذه المهن و على سبيل المثال لا الحصر المحامي فهو من الاشخاص الذي يحتاج دائماً أن يكون بمظهر لائق و يعكس من خلال شخصيته بمظهره لأن المظهر هو أول شيء يمكن لنا أن نحكم على الشخص به للاسف فعندما يكون يرتدي البدلة الرسمية الأنيقة و ربطة العنق التي تكون ذات لون حيوي يبعث الطمئنينه داخل النفس للشخص الذي يرى هذا المظهر فلا نستطيع كبشر نكران هذا المظهر في دوره بلعب دور بتوكيل هذا المحامي للقيام باستلام الدعاوى التي نريد السير بها أمام المحاكم.