نصحونا بإن نكون صرحاء مع غيرنا ونسوا أن ينصحوننا أن نتقبل أن يكون غيرنا صريحا معنا وكأن غيرنا هو المعرض للخطأ والعيب ونحن في مأمن تام منه

* * * * * *

مهما كانت صراحتك معادية لعواطفي فإن عقلي مضطر أن يقبلها منك ما دامت حقيقة لكنه ليس مجبر أن يسمح لك بها عندما تمزجها بالكدب لتضخيم عيوبي لأن عقلي مع الحق الحقيقة وليس معي أو معك

* * * * * *

قالوا ما أجمل الصراحة وما أسوأ النفاق

ومن يصارحك يفيدك أما من ينافقك

أو يجاملك فهو يظللك

قلت لو كان مايقال عنكم في غيابكم هو نفسه الذي تسمعونه في حضوركم للعنتم الصرحة وإحتقرتمونها

وعشقتم المجاملة والنفاق الذين بفضلهم تنعمون في حضوركم بسماع ما يرضيكم ويريح أنفسكم

وتجهلون ما يصدمها ويفقدكم السيطرة على أعصابكم ويحدث ما لا تحمد عقباه

* * * * * *

المسافة بين الصراحة والنفاق شاسعة جدا لكن الاستهزاء من عيوب الأخر والتحايز إلى الذات والتستر عن عيوبها يلغي هذه المسافة بينهم وتصبح لكل منهم سلبياته التي لا تسمح له أن يكون مميز عن الأخر.

* * * * * *

إلانسان لا يجد مشكلة في نقد عيوب غيره لكنه يجد صعوبة كبيرة في الاعتراف بعيوبه

وتقبل نقدها وذلك يسقطه في التحايز إلى نفسه ويفسد صراحته

* * * * * *

عندما كان العيب فينا بكل جرأة صارحوننا به وحين صار فيهم بكل تحايز تسترو عليه وغضبوا ممن وجههم إليه

* * * * * *

الصراحة شيئ مرضي لمن يمنحه ومغضب لمن يتلقاه

* * * * * *

إلانسان يحب أن يعبر عن مشاعره السلبية تجاه عيوب غيره وكثيرا ما يكون هدا هو الدافع لديه إلى مصارحة الأخر وتوجيهه فتكون مواعظه*مجرد إستهزاء في قناع النصح*

* * * * * *

الصراحة مثل إلادانة وإلانسان يروقه أن يكون المدين ولا يرضيه أن يكون المدان مما يقيد صراحته وجعلها مقتصرة على إخطاء وعيوب غيره ولا تشمل عيوبه ومهازله

* * * * * *

بمجرد أن يصير الانسان صريحا تظهر أنانيته وتمييز ذاته عن غيره لأنه لا يجرؤ عن التحدث في عيوبه مثل جرأته على نقده لعيوب غيره

* * * * * *

لن تكتمل صراحتك حتى يشمل نقدك عيوب ذاتك

* * * * * *

عندما توجه أحدهم إلى إحدى عيوبه فإنك تشعره بشيئ من النقص أمامك تشعره أنك متفوق عليه إجابا لكنه قد يجد عزائه في جوانب نقصك إدن فلا تخفي نقصك عليه وتحرمه من هدا العزاء المريح

فلا تجعل صراحتك مقتصرة عليه دون نفسك

* * * * * *

يوجد في كل نفس قدرا معين من الكبرياء والأنانية يجعلون إلانسان لا يتقبل نقصه أو عيوبه ولا يرغب بالنقاش فيهما مهما حاول أن يكون مثاليا وهدا أمرا مسلما لكن الغير مسلم هو عندما لا ندرك أن لغيرنا نفس الصفة وما يستفز شعورنا يستفز شعوه وعلينا مراعاة شعوره مثلما نريد منه مراعاة شعورنا

* * * * * *

الليونة في الكلام الصريح* خدعة مطلوبة* لذى إلانسان لأنها لا تغير معنى الكلام

أو مضمونه بل هي فقط تغير صيغته الحادة* بصيغة* لطيفة وجميلة تفقدنا إدراك مضمونه الثقيل على النفوس فتجعلنا نشعر* أو نتوهم كأن المعنى نفسه تغير فنتقبل الصراحة دون غضب أو إنزعاج

* * * * * *

عندما تمارس

النقد والتوجيه والعيب في غيرك وترفضه بمجرد أن يصير العيب فيك فإن سلوكياتك تيصير هي المحور الذي يستحق النقد والتوجيه

* * * * * *

إلانسان مراعي لشعوره ومستهتر بشعور غيره

صريح والعيب في غيره ومتستر مراوغ والعيب فيه

* * * * * *

إلانسان يغضبه التنبيه إلى عيوبه لكن يسعده ويرضيه التنويه بمحاسنه فلا توجهه إلى ما يغضبه دون أن ترضيه بما يسعده فإن ما يسعده يقويه على تحمله يضايقه وتقبله