يحكى أنّه كان هناك رجل حكيم يأتي إليه الناس من كلّ مكان لاستشارته. لكنهم كانوا في كلّ مرّة يحدّثونه عن نفس المشاكل والمصاعب التي تواجههم، حتى سئم منهم. وفي يوم من الأيام، جمعهم الرجل الحكيم وقصّ عليهم نكتة طريفة، فانفجر الجميع ضاحكين. بعد بضع دقائق، قصّ عليهم النكتة ذاتها مرّة أخرى، فابتسم عدد قليل منهم. ثمّ ما لبث أن قصّ الطرفة مرّة ثالثة، فلم يضحك أحد. عندها ابتسم الحكيم وقال: - "لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرّة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على نفس المشاكل في كلّ مرة؟!" العبرة المستفادة من هذه القصة: القلق لن يحلّ مشاكلك، وإنّما هو مضيعة للوقت وهدر للطاقة.
عبرة مستفادة من رجل حكيم
القلق لن يحلّ مشاكلك، وإنّما هو مضيعة للوقت وهدر للطاقة.
أغلب الأشخاص الذين يشعرون بالقلق المستمر يعرفون هذا لكنهم غير قادرين على التخلص منه بأنفسهم لأنه مرتبط بعوامل وراثية وكميائية وشخصية.
والتخلص من هذه الحالة لن يكون إلاّ بتغيير نمط الحياة أو متابعة الاستشارات النفسية وأخذ بعض الأدوية التي يصفها الطبيب.
هذا ليس حكيمًا هذا حتمًا بائع جرير.
العديد والعديد من المشاكل لا حل لها، وصاحب المشكلة يهّدئ من روعه حين يحكي ويُشارِك.
- الحكي يجعلك تضع يدك على أساس المشكلة.
- الحكي يزيد وعيك بالأزمة التي تمر بها.
- الحكي يجعلك تتحسن نفسيًا بعدما طفح كيلك بما في جوفك.
- الأمان في حضرت من تحكي له يجعلك تملك الدنيا ولا تريد سوا المشاركة المعنوية.
بعض الأزمات أو المشكلات تسبب أحزانا طويلة ومستمرة، لو كل المشكلات كانت تُحل من أول مرة لاستراح العالم بأسره، لكن ما إن يتعرض أحدنا لمشكلة من المشكلات إلا وتنقلب حياته رأسًا على عقب، ويحاول جاهدًا البحث عن المخرج منها، قد يطول الأمر ويأخذ أيامًا وشهورا، خلال تلك المدة يعاني الإنسان أزماتها النفسية.
بالطبع الإنسان يشعر بالخطر والخوف عند حدوث المشاكل، وهذه طبيعة البشر، ولن يهدأ أحد حتى تطمئن نفسه، وتحل مشكلته.
قرأت قصة مشابهة ذات مرة يا شيماء..
أن أهل قرية جاؤوا حكيمها يبكون اوجاعهم ومشاكلهم وهمومهم.. فطلب منهم وضعها جميعها في وادٍ..
وبعد وضعوا ما يُقل كواهلهم، طلب من كلّ واحد منهم أن ينزل الوادي ويختار هماً يرضيه..
وبدأ الجميع بالتسابق ليحصل على أقلّ الهموم وأكثرها راحة.. تخيلي؟
بعد اختاروا الهموم سألهم الحكيم ماذا وجدتم؟ فأجابوه مصدومين: لقد اخترنا همومنا نفسها..
قال لهم بما معناه: بأنّ المرء تثقله همومه، لحتى يظنها أكثر من طاقة كلّ البشر.. لكنه حين يرى هموم غيره سيعرف أن ما يحمله من همّ لا يزيد أبداً عن طاقته وتحمّله، فلو رأي وأدرك المرء هموم غيره لرضي بما لديه من وجع وهم..
الخلاصة.. إن الله لا يعطينا أكثر من احتمالنا.. ومهما ظننا أن ما نحن فيه من المصائب كبير.. ففي سماء ربّ كبير اسمه الرحيم، وفي الأرض سوانا شاكرٌ ذاكرٌ لمصائب تفوق مصائبنا.
التعليقات