هذا الشعور، عندما لا نجد مكان واحد يناسبنا شعور يصعب التأقلم معه، أين تذهبون أو ماذا تفعلون؟
أين يذهب الإنسان عندما يشعر أن جميع الأماكن لا تناسبه؟
يفقد الإنسان الشعور بالإنتماء إلى المكان الذي يتواجد فيه عندما تتهاوى علاقاته مع أفراده. والشعور بإحساس مماثل إتجاه جميع الأماكن التي يمكن يتواجد بها مدمر. وفي هذه الحالة بالتحديد لا يمكن الرحيل. هل سترحل بعيدا عن الجميع وتترك كل شيء خلفك؟ ليس صائبا. لأنك سترحل لمكان آخر ينتمي لأشخاص آخرين ولن تحس بالإنتماء هناك أيضا.
أرى بأن محاولة معرفة الأسباب التي تعكر على الفرد تواجده في تلك الأماكن والعمل على حلها هو الحل الصائب. يمكنه محاولة إصلاح علاقاته مع الأشخاص من حوله إن كانت متوترة أو ربما إعادة إحيائها إن كانت ذابلة بسبب الإهمال.
فقد الإنسان الشعور بالإنتماء إلى المكان الذي يتواجد فيه عندما تتهاوى علاقاته مع أفراده.
صحيح هذا الوضع ينتج عنه شعور بالعزلة والوحدة أيضا لكن برأيك حياة الشخص تعتمد لهذه الدرجة على العلاقات، فأحيانا نجد أشخاص كثر مستمتعون بحياتهم فقط لأن ليس بها علاقات، وحتى مؤخرا الجميع أصبح يشتكي من وهن العلاقات وأقرب العلاقات تحديدا.
في رواية الجريمة والعقاب يكتب دوستويفسكي على لسان أحد شخصيات روايته ما معناه أن أسوأ شيء حين لا يجد الإنسان مكانًا يذهب إليه، أعتقد أن الإنسان سيشعر بأن الأماكن لا تناسبه كلما أغرق في المعرفة بينما ظل من حوله على جهلهم، وضف إلى هذا، يمكن للإنسان أن لا يجد مكانًا يذهب إليه بداخل عقله، حين تزدحم عليه الأفكار السلبية.
يبنغي أن يختار الإنسان لنفسه مكانًا يهرع إليه، بالنسبة لي فأنا أهرب إلى دخيلتي، لأن كل ما يحدث حول هو في الواقع يحدث بذهني وليس في الخارج، فعلي أن أتجه إلى المصدر نفسه، وأصلح من شأنه، ثم تكون الأشياء على ما يرام.
يبنغي أن يختار الإنسان لنفسه مكانًا يهرع إليه، بالنسبة لي فأنا أهرب إلى دخيلتي
في الحقيقة محمود، أحيانا يكون الهروب إلى دواخلنا صعب ومعقد بقدر الهروب للخارج وأكثر أحيانا، أحيانا أحاول ولكن أجد نفسي أتوه بين الأمور السلبية فقط، فكيف تستطيع فعل ذلك دون أن تعلق بين الأمور السيئة؟
إن كان مسلما.. يهرب إلى الله! نعم إلى خالقه سبحانه..
وهذا هو معنى توحيد الله اللجوء إليه في الشدة والرخاء، دعاءه التوفيق والهداية لنفسه وللمحيطين به كأسرته ومجتمعه..
لا قدرة لدينا لإصلاح مجتمع بأكمله أو دولة.. فنحن محدودوا القدرة والطاقة والعمر، نعم يمكننا إصلاح بعض المحيطين بنا لكن ليس الجميع..
ومن ناحية أخرى أعتقد أن الشعور بعدم الإنتماء أو أننا متفوقون على مجتمعاتنا وغيرنا وأننا نملك الحقيقة المطلقة والمعرفة الكبيرة والأخلاق السامية..
وأن غيرنا كلهم متخلفون ومنافقون وأغبياء وتافهون.. الخ فيه نوع من النرجسية والهوس المرضي بالذات، وفي نفس الوقت فُصام حاد وهو الإنفصال عن الواقع، والتقوقع داخل دوامة مغلقة من الأفكار السلبية والغرق داخلها..
بدل تجاهل كل هذا ومحاولة الاستمتاع بالحياة والتفاءل ومجالسة أولئك الذين نعتقد أنهم متخلفون ومنافقون.. ومحاولة مخاطبتهم على قدر عقولهم، فأغلبهم بسطاء وليسوا سيئين وإنما ذلك مبلغهم من الثقافة وحظهم من العلم فقط ليس إلا!
أما إن كان ذلك الشعور بالغربة في الوطن أو المكان الذي نعيش فيها قهريا وغير محتمل حتى بعد بذل الأسباب وتجاهل الأحاسيس السلبية فلا مشكلة من السعي لتغيير المكان وكما يقولون هاجر فأنت لست شجرة
إن كان مسلما.. يهرب إلى الله! نعم إلى خالقه سبحانه..
صحيح، وهل هناك أفضل من ذلك؟!
ومن ناحية أخرى أعتقد أن الشعور بعدم الإنتماء أو أننا متفوقون على مجتمعاتنا وغيرنا وأننا نملك الحقيقة المطلقة والمعرفة الكبيرة والأخلاق السامية..وأن غيرنا كلهم متخلفون ومنافقون وأغبياء وتافهون.. الخ فيه نوع من النرجسية والهوس المرضي بالذات
كون الإنسان لا يجد له مكانا يجد نفسه به، هذا ليس شرطا أن يكون عيبا بالطرف الآخر وهي العلاقات أو الأشخاص، فالموضوع تماما بعيد عن النرجسية والأنا، فالشخص النرجسي لن يأبه من الأساس للمشكلة لأنه لن يبحث على أماكن أو أشخاص حتى.
أما إن كان ذلك الشعور بالغربة في الوطن أو المكان الذي نعيش فيها قهريا وغير محتمل حتى بعد بذل الأسباب وتجاهل الأحاسيس السلبية فلا مشكلة من السعي لتغيير المكان وكما يقولون هاجر فأنت لست شجرة
هذا الاقتراح رائع أحمد، فكرت في عدة مرات لكن لم تسنح لي الفرصة حتى الآن.
لكن لم تسنح لي الفرصة حتى الآن.
الفرص حسب تجربتي المتواضعة لا تتنظر ولا تسنح! إنما تُصنع بالتخطيط والتنظيم والعمل والسعي مع إرادة قوية..
طبعا مع شيء من المناورة والمرونة..
لا اعرف اين يذهب الانسان لكن الحل الوحيد هو ان يريح عقله علي قدر الامكان لكني احاول و الوضع هنا صعب اتمنا ان تمر هذه الفتره ب سلام علي عقلي. و قلبي ليس إلا...
هو ان يريح عقله علي قدر الامكان
هل تعلم عبد الرحمن أن الغالبية العظمى من الأفكار التي تأتي للإنسان على مدار يومه هي أفكار خاطئة ومجرد مبالغة من عقله في تقدير الأمور؟ عقل الإنسان ينتج آلاف الأفكار بشكلٍ يومي، والكثير منها زائف وغير حقيقي بالمرة.
كلما أردت إراحة عقلي من أفكاره تذكرت أن الأفكار التي تشغله عبث.
لم أفهم ما وجهة نظرك في إراحة الإنسان لعقله. كيف يمكنه فعل ذلك؟ هذا الأمر صعب.
يمكنك أن تنفصل ذهنيا عن كل ما تفكر به، ولو بشكل مؤقت، مثلا يمكنك الذهاب لمكان تحبه، أو أن تمارس شيئا تحبه جدا، أشياء أشبه بمحفزات الإدرينالين أو الدوبامين، ثم عد بكامل قوتك لتحل ما تمر به من مشاكل أو الأسباب التي جعلتك غير متاح وحاول الوصول لحل لها، أو التوافق معها والتعايش معها إن لم يكن الحل بيديك.
أفضل الجلوس مع نفسي ومراجعة ذاتي وأحاول معرفة أصل ذاك الشعور وما العوامل التي ساهمت في تكوينه لكي أستطيع التصدي لها بكل قوة وعزيمة لأنني أؤمن بشكل كبير أن لا أحد يستطيع معرفة الإنسان وفهمه بقدر معرفته لنفسه "إن الإنسان لولا الألم لا يستطيع معرفة حدوده، ولا معرفة نفسه" ليو تولستوي
أحيانا تصبح الحياة مرة وهذه المرارة بالذات هي التي تجعل الإنسان يعرف قدر وقيمة الأشياء الحلوة التي يمتلكها
فما الشخصية القوية إلا نتاج لمجموعة من الصراعات والنزاعات مع الذات أو بعبارة أخرى لن تستطيع التأقلم مع وضع الحياة بالهروب والاختباء بل ينبغي عليك مواجهة الواقع ومحاولة التصدي له بقوة وصبر وعزيمة
عليه أن يجلس مع نفسه وحيدًا يعيد ترتيب أولوياتها ، ثم يبحث عن الأسباب التى تجعل من الأماكن المتواجد فيها غير مناسبة له ثم يبدأ بصنع مكان خاص فيه مناسب له ، حيث أن المكان المناسب للشخص هو شيء يمكن للإنسان أن يجده لنفسه ، مثلاً أن يقوم بحل المشكلات التى يواجهها و تجعله يشعر بضيق في مكان معين ، أن يحاول من زيادة ثقته بنفسه بأنه قادر على التأقلم والتعود أو أن يحيط نفسه بمجموعة من الأشخاص الذي تخفف من ضيقه ، باختصار المكان المناسب لك هو ما تصنعه أنت لنفسك فقط
التعليقات