استرخِ! لست قاضيًا.


التعليقات

الإجابة بكل بساطة: لا شأن لك، لستَ مطالبًا بالحكم على الناس، ولن يوبخك أحد إذا لم تعرف هل هو إنسان جيد أم سيّئ

لعلي أجتهد في معرفة طباع مَن أُعامل؛ وذلك لأتعامل معهم التعامل الصائب، فالطيب يوثق فيه ويُقرّب، والشرير يُحذر منه. وبشكل عام فلا أراني آخذ انطباعًا عن قصد، بل بناءً على ما يظهر لي من تعامل.

أن نميز بين الأشخاص ونصنفهم حسب طريقة تعاملهم وتصرفاتهم يختلف تماما عن فكرة الحكم على الآخرين، فلست قاضيا لأحكم على أحد، وإن فعلت الأول وقيمت فهذا من أجل بناء علاقات صحيحة بشكل صحيح، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه، وليس للحكم.

جميع الناس إذا أردنا أن نراهم جيدين فسنفعل، وإذا أردنا أن نراهم سيئين فسنراهم كذلك وبنفس الأفعال التي جعلتنا نعتقد أنهم جيدين سابقًا،

هذا يكون تحيزا وعدم منطقية ونفاق، لكن إن كانت نظارتك شفافة فلن يتم الخلط بين النوعين السيء سيء والجيد جيد، لن أحكم على أحد ولكن سأنتقي لأستطيع بناء علاقات صحيحة مع الآخرين.

أصَبت يا نسيبة؛ فالحكم على الآخرين يقع خارج دائرة اختصاصنا من الأساس، كما أننا غالبًا لا نجني من وراءه إلا تحميل النفس بالهموم، والظنون السيئة بالغير، والسيئات..

وبنفس الوقت أرى أنه كلما ازداد الإنسان تقوى واقترابًا من الله، كلما ازدادت فراسته، وقدرته على قراءة نوايا الآخرين تجاهه، فيتقي شرار الناس.. والأمر هنا ليس من باب الحكم على الآخرين ولكن أرى أنها بصيرة ونور من الله يمنحهما لعباده المتقين ليقيهم شرار البشر..

صحيح قولك .لنا الظاهر أما الباطن فالله وحده هو المطلع على السرائر،ولا أحد منا يملك محاسبة غيره، فلا تشغلنا عيوب الأخرين عن اصلاح عيوبنا ، ولندع الخلق للخالق ،فالعفوية في التعامل قلما نجدها في فئة من البشر ،وبالمقابل تطغى مظاهر التكلف والمجاملات بشكل جلي .دمت سالمة أختي.

صحيح قد نرى حقيقة الأشخاص التي حولنا ، لربما تلك رسالة لنعلم كيف نتعامل معهم ،

وكيف أن نتخذ حذرنا ، وكيف أن نثق بهم ،

حقيقة الأشخاص التي نراها لربما تكون لنا فقط وفي أنفسنا ، فنحن نعلم الظاهر ولكن الباطن لا نعلمه ،

فنحن سنتعامل معهم كما نراهم ، ولكن إن كان صديقاً صدوقاً لك ورأيت فيه شيء لا يعجبك من الأفضل أن تخبره ليغيره ،

حتى تكونوا مثاليين في الصفات ، فالصديق مرآة لصديقه ،هذا في حالة كان الشخص صديقك .

و لا نستطيع أن نحكم على غيرنا مهما كان ، وما نعلمه عن غيرنا يبقى داخلنا وبين أنفسنا .

أحكامنا لا تُصيب دائماً، وحتى إن حكمنا على كون شخصاً ما سيئاً هذا لا يعنى أنه لا يوجد به أشياء أخرى جيدة!

نعم، أوافقك ألا نحكم على الناس بشكل دائم، وتفسير أفعالهم كما نريد. لكن ألا تعتقد أن تلك الأحكام المبدأية التى نلقيها على الأشخاص وسيلة لحماية أنفسنا من الأذى؟

لأن إدراكنا لسوء شخص ما فى جانب معين، قد يجعلنا نتجنب ذلك الجانب منه على الأقل؟ أو بمعنى آخر تحجيم العلاقة؟

وماذا إن كُنت مجبرة على التعامل معهم؟ وليس شرطًا مجبرة بل أرغب في تكوين علاقات اجتماعية؟ ألا يستدعي ذلك أن أُزيل هذه النظارة الملوّنة؟ أو أن أزيل الغشاوة عن عيني؟

لا شأن لك، لستَ مطالبًا بالحكم على الناس، ولن يوبخك أحد إذا لم تعرف هل هو إنسان جيد أم سيّئ،

هناك فرق كبير بين أن نقول "لا تحكم على الآخرين" و "تقييم الآخرين كي لا أصاحب الخبيث والسيء منهم". فنحن لسنا قُضاة لنحكم على شخصٍ ما بأنه سيء أو جيد، وجميعنا فينا الصالح والطالح والكمال لله ما من كاملٍ بيننا. لكن ان نُمحّص في الشخص لنكتشف إن كان التقرّب منه ضارًا لنا أم لا فذلك ضرورة ولزامًا علينا كي لا نقع في فخ العلاقات المسمومة.

فكيف تكونين متأكدةً من هو الخبيث؟ طالما لم يفعل ذلك الشخص أفعالًا أجمع عليها البشر بأنها خبيثة، كالقتل والسرقة، مالذي يجعلكِ متأكدةً بأن اعتقادكِ عنه بأنه صالح أو طالح هو ما عليه هذا الشخص حقًا؟

عزيزتي نُسيبة الخُبث لا يرتبط بجُرم مشهود فقط. يُمكننا أن نستنتج أن الشخص يمتلك خصال سيئة تجعل معشره متعبًا من تصرفات عادية بديهية أمامك. الاختلاط به لفترة محددة سيكشف عن الكثير من صفاته التي إما تُقرّبنا منه أو تُبعدنا عنه.

الكذب خبث، الأنانية خبث، النفاق خبث، اللف والدوران خُبث، والمصطلحات تطول وتطول،، ألا تعتبر هذه الصفات كافية لتنبيهك من أن هذا الشخص سيئ فابتعدي عنه؟

قد تكونين أنتِ هي المسمِمَة في هذه العلاقة دون إدراك، لأنكِ وببديهية تعتقدين بأنكِ الطرف الصالح، لهذا سترين الطرف الآخر في هذه العلاقة طالحًا.

أختلف معكِ تمامًا هنا..

أجد أن هذا الوصف ينطبق أكثر على الشخص نرجسي الطباع، وليس شرطًا النرجسية التامة، إنما من يعتبر نفسه لا يُخطئ وغيره مخطئون. وقد تستغربين لو أخبرتكِ أن من هم على هذه الشاكلة يُدركون من داخلهم أنهم مكروهون، لكن النزعة السّادية لديهم تمنعهم من إقرار ذلك، ويستمرون في إلقاء اللوم على الآخرين.

الأمر أعمق مما يمكننا نحن البشر استيعابه، لذا فالنعامل الناس بحسب ما أخبرنا به صانعهم فحسب، هو أدرى بما صنعه ووضعه بداخل كل مصنوع.

في كثيرٍ من الأحوال، يكون الأمر واضح وجلي، ولا يحتاج إلى بصيرة نفّاذة لاستنباط أن من أمامنا سيء المعشر. السوء الذي أتحدث عنه لا أقصد به أخلاقيًا او بالمعنى العام، إنما أقصر كلامي على الناحية الاجتماعية والصفات التي تجعل من صداقته مذمومة. ولا أجد اكتشاف هذا الأمر صعبًا إن كان لكِ اختلاط طويل بالناس وتمييز لحقيقتهم من تصرفات ومواقف معينة.

الإجابة بكل بساطة: لا شأن لك، لستَ مطالبًا بالحكم على الناس، ولن يوبخك أحد إذا لم تعرف هل هو إنسان جيد أم سيّئ، ابقَ في منطقتك ولا تكن متطفلًا طالما لم تؤذَى.

أحيانا الإنسان يحاول ان يحلل طبيعة من أمامه حتى يعرف أكثر عن كيفية التعامل معه وبالأخص إذا كان هذا في أوساط العمل.

بل وأحيانا يكون من الحمق أن لا نصنف الأشخاص.


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

85.4 ألف متابع