أثناء جلوسى على فيسبوك وجدت أحد معارفى يقول أنه إذا أراد أن يقول لوالدته أحبك أو أى شئ من هذا القبيل، يقوله باللغة الانجليزية، ويتظاهر بالمزاح حينها!
وحينها تسائل عن ذلك الفعل الذى يخرج منه تلقائى جداً.
وقد وجد ضالته عندما قرأ جملة مفادها:
إننا غالباً ما نعبر عن مشارعنا بلغة غير لغتنا الأم! وذلك حتى لا نتعمق فى ذلك الشعور! وكأننا لا نريد الالتفات إلى فعلتنا، ولا نريد أن يلاحظ أى شخص تلك اللحظة التى عبرنا فيها عن مكنوناتنا!
هل المجتمع العربى هو من زرع داخلنا ذلك التصرف؟
حينما أشاهد أى فيلم أجنبى، ألاحظ الأب والأم يخبرون أبناءهم أحبك ويرد الإبن بكل بساطة أحبك أيضاً
وغالباَ ما يخالط ذلك عناق دافئ، أو قبلة على الرأس!
لكن حينما أنظر إلى ذلك عالمنا العربى، لا أجد تلك الأفعال أبداً، إلا قليلاً جداً!
خصوصاً الآباء، فهم غالباً ما يخجلون أيضاً بل ويشعرون أنه من الضعف اخبار ابنته أو ابنه أنه يحبه!
على الرغم من كونى أرى أن دور الأب خصوصاً ضرورى فى الاعتراف بالحب، ويؤثر على الأطفال سواء فتاة، أو فتى!
وإنى لأظن أن تلك الفتاة التى تلجأ لعلاقة بشاب لا تعرفه يكون من أجل افتقار الحنان من أبيها!
وكذلك الابن الذى نرى قسوته ودفنه لمشاعره بسبب ما توارثه عن أبيه!
الاعتراف بالحب ضعف أم قوة؟
كلمة أحبك التى نظنها من قبيل الضعف، دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بوح بها دون تردد:
*سيدنا أَنسٍ رضي الله عنه يروي أن رجلًا كان عند النبيِّ ﷺ، فمرَّ بِه رجل،
فقال -أي الرجل الجالس عند النبي-: يا رسول اللَّهِ إني لأحبُّ هَذا.
فقال له النبيُّ ﷺ: أَأَعْلمتَهُ؟
قال: لا.
قَالَ: أَعْلِمْهُ. ")
فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ في اللَّه، فقالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْببْتَنِي لَهُ.*
في رأيك لماذا يتجنب الأشخاص في مجتمعنا العربي الإعتراف بحُبهم؟
ماذا عنك، هل تستطيع اخبار عائلتك أنك تحبهم؟
التعليقات