حالة الخرس الزوجي من الأشياء التي لا بد لها ان تمر في حياة كل زوجين تقريبًا!

لحتى الآن لم أختبرها الحمد لله وأتمنى أن يدوم الوضع كذلك، والسبب برأيي أنني أبادر لكسر هذا الجمود إن شعرتُ به.

وأعلم أنني لو صبرتُ على هذه الحالة ستطول ويتمد أثرها حتى أعتاد او يعتاد هو عليها، فمرةً أبادر أنا لكسرها، ومرةً أجده من يبادر، المهم أنني أتجنّب أن أصل لهذه المرحلة.

والأدهى والامر من ذلك أن إمكانية امتدادها لأجلٍ غير مسمى وارد وأصبح أكثر من الماضي. والسبب ببساطة أن هناك موبايلات وأجهزة إلكترونية يُمكن أن يُعوّض بها احد الزوجين الفراغ الذي يتركه انقطاع الآخر عن الكلام!

والحقيقة باتت العديد من مشاكل المتزوجين بسبب الجلوس المبالغ به على هذه الأجهزة التي تسرق منا عقولنا وأفئدتنا!

يواجه كل زوج الاخر بذكرياتهم السعيدة معاً وما يربط بينهم ، ويفكر فى أساليب لتجاوز تلك الأزمة.

صحيح أن لذلك أثر،، لكن إن كانت حالة الخرس مرتبطة بعناد من احد الطرفيْن، فلن تنفع المواجهة ولا التذكير بالحياة السعيدة. بل ستكون سلاحًا للطرف الآخر المستمر بسكوته بأن شريكه تغيّر وتبدّل ولم يعد هو من عرفه في الماضي وحياته معه أصبحت مملة!

الحل بنظري هو مبادرة أحدهما لكسر الجمود بالحديث شيئًا فشيئًا. وعندما يستميل شريكه لأرض خصبة، يصب عليه من الذكريات صبًا، علّه يُشعره بذنبه!

منذ أيام قليلة كنت جالسة مع قريباتى فى مكان عام وأغلبهن أكبر منى ومتزوجات، وتطرقوا إلى تلك النقطة دون ذكر مصطلح الخرس الزوجى.

منهم من كانت تحكى أن زوجها يأتى بعد يوم عمل طويل ويطلب منها الحديث لأنه ليس لديه ما يتحدث فيه، وفى الوقت ذاته تكون هى قد بذلت كل طاقتها فى المنزل والأولاد فلا ترغب فى الحديث، فينتهى بهم الأمر إلى الصمت!

وفى رأيى سبب ذلك هى ضغوطات الحياة وتحميل النفس فوق طاقتها. الكثير من السيدات يفعلون أكثر من طاقتهم فى التنظيف والطهى وتربية الأبناء ويرغبون أن يكون كل شئ فى البيت متكاملاً!

وكذلك الرجال يعملون الساعات الطويلة من أجل المال وتأمين نستقبل ابنائهم.

فتذهب طاقة الطرفين أدراج الرياح ومع الوقت تستحيل المعيشة بينهم!

أعتقد أننا جميعا بأي علاقة سنصل لهذه المرحلة وليس علاقة الزوجين فقط، فقد نصل لمرحلة الخرس وعدم وجود ما نشاركه حتى مع الأصدقاء، لذا الفكرة ليست في الزوج ولكن الفكرة في الأسباب التي أوصلتنا لهذه المرحلة عامة، وعامة تكون بسبب الروتين والتكرار الممل، والإرهاق الذهني والفكري والذي يقود الشخص للسكوت والصمت دون القدرة على أن يحرك ساكنا.

فالحالة النفسية تنعكس سريعا على سلوك الشخص وحديثه، فستلاحظين أنك وانت سعيدة تذهبين هنا وهناك وتتحدثين وتضحكين وبداخلك طاقة كبيرة، على عكس الحزن أو الإحباط الذي يرافقهم الصمت دوما، لذا العيب ليس فينا ولكن ي الظروف، والحل يكمن في التغلب عليها.